بزمان يقينه.
هذا بالنسبة إلى ما كان الأثر مترتّبا على عدم مجهول التأريخ ، في زمان وجود معلوم التأريخ وأمّا إن كان الأثر مترتّبا على عدم معلوم التأريخ فهو كما لو علمنا بحدوث الكرّيّة يوم الاثنين ، وعلمنا يوم الثلاثاء بتحقّق الملاقاة ، ولكن شككنا في أنّها تحقّقت قبل الكرّيّة أو بعدها ، والمفروض أنّه لا أثر لاستصحاب عدم الملاقاة حال الكرّيّة ، بل الأثر لاستصحاب عدم الكرّيّة حال الملاقاة.
وقال صاحب الكفاية رحمهالله بعدم جريان الاستصحاب هنا ؛ لانتفاء الشكّ فيه في زمان ، فإنّا نعلم حدوث الكرّيّة يوم الإثنين وإنّما الشكّ فيه بإضافة زمانه إلى الآخر ، وأنّ عدم الكرّيّة المتيقّنة انتقض في حال الملاقاة أم لا؟ فإن كانت الملاقاة يوم الثلاثاء انتقض قطعا بالكرّيّة يوم الإثنين ، وإن كانت يوم الأحد لم ينتقض بل يبقى عدم الكرّيّة حال الملاقاة ، فلا يجري الاستصحاب ؛ لعدم إحراز اتّصال زمان الشكّ باليقين وكونه الشبهة المصداقيّة لقوله «لا تنقض اليقين بالشكّ» (١).
والتحقيق : أنّه لا فرق بين ما نحن فيه ومجهولي التأريخ من حيث جريان الاستصحاب فيهما ؛ إذ الشكّ في الكرّيّة حال الملاقاة محفوظ في كلا الموردين ، سواء علم تأريخ الملاقاة أم لا؟
وقال صاحب الكفاية رحمهالله في ذيل هذا البحث : «أنّه لا مورد للاستصحاب أيضا فيما تعاقب حالتان متضادّتان ـ كالطهارة والنجاسة ـ وشكّ في ثبوتهما وانتفائهما للشكّ في المقدّم والمؤخر منهما ؛ وذلك لعدم إحراز الحالة السابقة
__________________
(١) كفاية الاصول ٢ : ٣٣٧.