الْعِلْمِ وَصِفَةِ الْحِلْمِ ، قَدْ تَسَرْبَلَ (١) بِالْخُشُوعِ ، وَتَخَلّى مِنَ الْوَرَعِ ، فَدَقَّ اللهُ مِنْ هذَا خَيْشُومَهُ (٢) ، وَقَطَعَ مِنْهُ حَيْزُومَهُ (٣) ؛ وَصَاحِبُ الاسْتِطَالَةِ وَالْخَتْلِ (٤) ذُو خِبٍّ (٥) وَمَلَقٍ (٦) ، يَسْتَطِيلُ عَلى مِثْلِهِ مِنْ أَشْبَاهِهِ ، وَيَتَوَاضَعُ لِلْأَغْنِيَاءِ مِنْ دُونِهِ ، فَهُوَ لِحَلْوَائِهِمْ (٧) هَاضِمٌ (٨) ، وَلِدِينِهِ (٩) حَاطِمٌ ، فَأَعْمَى اللهُ عَلى (١٠) هذَا خَبَرَهُ (١١) ، وَقَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَهُ ؛ وَصَاحِبُ الْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ذُو كَآبَةٍ (١٢)
__________________
ويقال له : النَديّ أيضاً. انظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٥٠٥ ( ندو ).
(١) « التسربل » ، من السربال ، وهو القميص ، يقال : سَرْبَلْته فتسربل ، أي ألبسته السربال فتلبّس به. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٧٢٩ ( سربل ).
(٢) « الخيشوم » : الأنف ، أو أقصى الأنف ؛ أو واحد الخياشيم وهي غراضيف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ ، أو عروق في باطن الأنف. انظر : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٧٨ ( خشم ).
(٣) « الحيزوم » : وسط الصدر وما يضمّ عليه الحِزام ، أو ما استدار بالظهر والبطن ، أو ضلع الفؤاد ، أو ما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر. انظر : لسان العرب ، ج ١٢ ، ص ١٣٢ ( حزم ).
(٤) في « بح » وحاشية « بر » : « وصاحب الختل » بدل « والختل ».
(٥) « الخِبّ » : مصدر بمعنى الخدعة ، والخَبّ والخِبّ : الخدّاع ، وهو الجُرْبُز الذي يسعى بين الناس بالفساد. وهذا غير مناسب هنا ؛ لمكان « ذو ». وربّما يضبط بضمّ الخاء ، أو بالحاء المضمومة ، استبعدهما الداماد وعدّهما من أغاليط القاصرين. انظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤ ( خبب ) ؛ التعليقة للداماد ، ص ١٠٦.
(٦) « المَلَق » : الودّ واللطف الشديد باللسان فقط ، ويقال : رجل مَلِقٌ ، أي يعطي بلسانه ما ليس في قلبه. انظر : لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٣٤٧ ( ملق ).
(٧) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا وشرح المازندراني : « لحلوانهم ». و « الحُلْوان » : اجرة الدلاّل والكاهن ومايؤخذ من نحو رشوة. وفي حاشية « ب ، ض » : « لخلواتهم ». وفي « و » : « لحلواتهم ». وفي حاشية « و » : « لحلاواتهم ».
(٨) في حاشية « ف » : « هامض ».
(٩) في حاشية « جم » : « ولدينهم ». وقال المازندراني : « رأيت أيضاً في كلام بعض المتأخّرين نقلاً لهذا الحديث : ولدينهم حاطم ، بضمير الجمع ».
(١٠) في حاشية « بر » : « من ».
(١١) في « بج ، بع ، جح ، جط ، جم ، جو » : « خُبْره ». وفي « جس » وحاشية « و » والأمالي والخصال : « بصره ». و « خَبَره » : دعاء عليه بالاستيصال والفناء بحيث لايبقى له خبر بين الناس وقيل : خُبْره ، أي علمه. انظر : شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٢١٩ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ١٦١.
(١٢) « الكآبة والكَأبة » : سوء الحال وتغيّر النفس بالانكسار من شدّة الهمّ والحزن. انظر : لسان العرب ، ج ١ ، ص ٦٩٤ ( كأب ).