قُلْتُ : فَكَيْفَ (١) يَصْنَعَانِ؟
قَالَ : « يَنْظُرَانِ (٢) إِلى (٣) مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مِمَّنْ (٤) قَدْ رَوى حَدِيثَنَا ، وَنَظَرَ فِي حَلَالِنَا وَحَرَامِنَا ، وَعَرَفَ أَحْكَامَنَا ، فَلْيَرْضَوْا بِهِ حَكَماً ؛ فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ عَلَيْكُمْ حَاكِماً ، فَإِذَا حَكَمَ بِحُكْمِنَا (٥) فَلَمْ يَقْبَلْهُ (٦) مِنْهُ ، فَإِنَّمَا اسْتَخَفَّ بِحُكْمِ اللهِ وَعَلَيْنَا رَدَّ ، وَالرَّادُّ عَلَيْنَا الرَّادُّ (٧) عَلَى اللهِ وَهُوَ (٨) عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ » (٩).
قُلْتُ : فَإِنْ كَانَ كُلُّ رَجُلٍ (١٠) اخْتَارَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِنَا ، فَرَضِيَا أَنْ يَكُونَا النَّاظِرَيْنِ فِي حَقِّهِمَا ، وَاخْتَلَفَا (١١) فِيمَا حَكَمَا (١٢) ، وَكِلَاهُمَا اخْتَلَفَ (١٣) فِي حَدِيثِكُمْ؟
قَالَ : « الْحُكْمُ مَا حَكَمَ بِهِ أَعْدَلُهُمَا وَأَفْقَهُهُمَا وَأَصْدَقُهُمَا فِي الْحَدِيثِ وَأَوْرَعُهُمَا ، وَلَا يَلْتَفِتْ (١٤) إِلى مَا يَحْكُمُ بِهِ الْآخَرُ ».
__________________
(١) في « بس » : « كيف ».
(٢) في الكافي ، ح ١٤٦١٦ والتهذيب ، ح ٥١٤ : « انظروا ».
(٣) في « ألف ، ف ، و ، بر ، بس ، بف » والوسائل ، ح ٣٣٤١٦ : ـ « إلى ».
(٤) في الكافي ، ح ١٤٦١٦ والتهذيب ، ح ٥١٤ والوسائل ، ح ٥١ : ـ « ممّن ».
(٥) في « ج ، بر ، بف » وحاشية « ض ، بس » : « بحكمه ». وفي « ألف ، ف ، بح » وحاشية « ج ، بف » : « بحكم ».
(٦) في « ض ، بر » وحاشية « بح » والوسائل ، ح ٣٣٤١٦ : « فلم يقبل ».
(٧) في حاشية « ج » : « كالرادّ ».
(٨) في « ب ، بح » وحاشية « ج ، ض » : « وهما » أي الردّ والاستخفاف.
(٩) أي على أعلى مراتب الضلالة وأدنى مراتب الإسلام ، بحيث لو تجاوز عنه دخل في مرتبة الشرك. أو المعنى أنّه دخل في الشرك ؛ لأنّه لم يرض بحكم الله ولم يقبله ورضي بحكم الطاغوت ، وهو شرك ؛ أو أشرك في حكمه تعالى غيره. انظر : شرح المازندراني ، ج ٢ ، ص ٤١٢ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٢٢٤.
(١٠) في « ألف ، ض ، و ، بح » وحاشية « ج » : « واحد ». وفي حاشية « ف ، بر » والوسائل ، ح ٣٣٣٣٤ : « واحد منهما » بدل « رجل ».
(١١) في « ب ، ج ، ض ، بح » والفقيه وشرح المازندراني : « فاختلفا ». وفي حاشية « بس » : « فرجعهما ».
(١٢) في « بح » : + « فيه ». وفي التهذيب : ـ « من أصحابنا ـ إلى ـ فيما حكما ».
(١٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والفقيه. وفي حاشية « بح » والمطبوع : « اختلفا ». وفي شرح المازندراني : « إفراد الضمير في « اختلف » بالنظر إلى اللفظ ». وهو الأصحّ والأنسب ؛ فإنّ رعاية اللفظ في « كلا » و « كلتا » أكثر.
(١٤) في « بف » : + « معه ».