٢٣٣ / ٢. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ طَاهِرِ بْنِ حَاتِمٍ فِي حَالِ اسْتِقَامَتِهِ (١) :
أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى الرَّجُلِ : مَا الَّذِي لَايُجْتَزَأُ فِي مَعْرِفَةِ الْخَالِقِ بِدُونِهِ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ : « لَمْ يَزَلْ عَالِماً وَسَامِعاً وَبَصِيراً ، وَهُوَ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ ».
وَسُئِلَ (٢) أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام عَنِ الَّذِي لَايُجْتَزَأُ بِدُونِ ذلِكَ مِنْ مَعْرِفَةِ الْخَالِقِ ، فَقَالَ : « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، وَلَا يُشْبِهُهُ (٣) شَيْءٌ ، لَمْ يَزَلْ عَالِماً ، سَمِيعاً ، بَصِيراً » (٤).
٢٣٤ / ٣. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (٥) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ
__________________
(١) طاهر بن حاتم ، هو طاهر بن حاتم بن ماهويه القزويني ، كان مستقيماً ثمّ تغيّر وأظهر القول بالغلوّ ، على حدّ تعبير الشيخ الطوسي في فهرسته ، وكان فاسد المذهب ضعيفاً وقد كانت له حال استقامة ، على حدّ تعبير ابن الغضائري في رجاله. فالمراد من « حال استقامته » ، قبل فساد مذهبه وإظهاره القول بالغلوّ. راجع : الفهرست للطوسي ، ص ٢٥٥ ، الرقم ٣٧٠ ؛ الرجال لابن الغضائري ، ص ٧١ ، الرقم ٧٤.
هذا ، وقد روى الشيخ الصدوق مضمون الخبر في التوحيد ، ص ٢٨٤ ، ح ٤ ، بسنده عن محمّد بن علي الطاحي ـ والصواب الطلحي كما سيظهر ـ عن طاهر بن حاتم بن ماهويه قال كتبت إلى الطيّب ـ يعني أبا الحسن موسى عليهالسلام ـ والمذكور في البحار ، ج ٣ ، ص ٢٦٩ ، ح ٥ ، من دون لفظة « موسى » وهو الظاهر وأنّ المراد من « الرجل » في ما نحن فيه ومن « الطيّب » في سند التوحيد هو أبوالحسن الثالث عليهالسلام ؛ فقد أورد ابن إدريس في مستطرفات السرائر ، ص ٥٨٤ ، في مسائل أصحابنا أبا الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى ، ما ذكره محمّد بن علي بن عيسى عن طاهر قال : كتبت إليه. ومحمّد بن علي بن عيسى هو القمّي كان أبوه يعرف بالطلحي ولمحمّد بن علي هذا مسائل أشار إليها النجاشي في كتابه ، ص ٣٧١ ، الرقم ١٠١٠ والشيخ في فهرسته ، ص ٤١٩ ، الرقم ٦٤١.
أضف إلى ذلك أنّ لفظة « الرجل » في ما اطلق واريد منه المعصوم ولفظة « الطيّب » في أسنادنا منصرف إلى أبي الحسن الثالث عليهالسلام. وهذا يظهر لمن تتّبع الأسناد وتأمّل في موارد استعمال هذين اللفظين.
(٢) « وسئل » إمّا من تتمّة المكاتبة ، أو حديث آخر مرسل والراوي غير معلوم ، أو من رواية طاهر بن حاتم فيحال استقامته مرفوعاً. انظر : التعليقة للداماد ، ص ٢٠٦ ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٢٨٨ ؛ شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ١٢٤ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٠٢.
(٣) في « بح » : « لم يشبهه ».
(٤) التوحيد ، ص ٢٨٤ ، ح ٤ ، بسند آخر عن طاهر بن حاتم ، مع اختلاف الوافي ، ج ١ ، ص ٣٤٤ ، ح ٢٦٧.
(٥) في « بح » : « محمّد بن الحسن ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّد بن الحسين عن الحسن بن عليّ بن يوسف