فِي قَوْلِهِ تَعَالى (١) : ( لَاتُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ (٢) ) (٣).
٢٦٩ / ٩. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِهِ : ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) قَالَ : « إِحَاطَةُ الْوَهْمِ ؛ أَلَاتَرى إِلى قَوْلِهِ : ( قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ )؟ لَيْسَ يَعْنِي بَصَرَ الْعُيُونِ ( فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ) : لَيْسَ يَعْنِي (٤) مِنَ الْبَصَرِ بِعَيْنِهِ ( وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها ) (٥) : لَيْسَ يَعْنِي عَمَى الْعُيُونِ ، إِنَّمَا عَنى إِحَاطَةَ الْوَهْمِ ، كَمَا يُقَالُ : فُلَانٌ بَصِيرٌ بِالشِّعْرِ ، وَفُلَانٌ بَصِيرٌ بِالْفِقْهِ ، وَفُلَانٌ بَصِيرٌ بِالدَّرَاهِمِ ، وَفُلَانٌ بَصِيرٌ بِالثِّيَابِ ، اللهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُرى بِالْعَيْنِ (٦) » (٧).
٢٧٠ / ١٠. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليهالسلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ اللهِ : هَلْ يُوصَفُ؟ فَقَالَ : « أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ » ، قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « أَمَا تَقْرَأُ قَوْلَهُ تَعَالى : ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ )؟ » ، قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « فَتَعْرِفُونَ الْأَبْصَارَ؟ » ، قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « مَا هِيَ؟ » ، قُلْتُ : أَبْصَارُ الْعُيُونِ ، فَقَالَ : « إِنَّ أَوْهَامَ الْقُلُوبِ أَكْبَرُ (٨) مِنْ أَبْصَارِ الْعُيُونِ ، فَهُوَ لَاتُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ ، وَهُوَ يُدْرِكُ
__________________
(١) في حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٣٣٤ : « قوله : « لاتُدْرِكُهُ الْابْصارُ » هذا الكلام مستأنف عن محمّد بن يعقوب الكليني ، ومعناه : الكلام في تفسير قوله : « لاتُدرِكُهُ الْأَبْصارُ » وما ورد فيه من الأحاديث أورده في ذيل باب إبطال الرؤية بالعين للمناسبة ، ولكون الإدراك بالأوهام في حكم الإبصار بالعيون ، ولأنّ نفي الإدراك بالأوهام يلزمه نفي الإدراك بالعيون ». ونحوه في شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢٤٨ ؛ مرآة العقول ، ج ١ ، ص ٣٣٨.
(٢) في حاشية « ج » : + « وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ».
(٣) الأنعام (٦) : ١٠٣.
(٤) في « ج » وحاشية « بر » : « لم يعن ».
(٥) الأنعام (٦) : ١٠٤.
(٦) في حاشية « ض » : « بالعيون ».
(٧) التوحيد ، ص ١١٢ ، ح ١٠ ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار الوافي ، ج ١ ، ص ٣٨٥ ، ح ٣٠٦.
(٨) في التوحيد : « أكثر ». وفي التعليقة للداماد ، ص ٢٢٦ : « أكبر ، بالباء الموحّدة أبلغ وأجزل ، وبالثاء المثلّثة أشيعفي النسخ وأفشى ». وانظر : شرح المازندراني ، ج ٣ ، ص ٢٥١.