٣١٦ / ٥. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي (١) يَعْفُورٍ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ) (٢) وَقُلْتُ (٣) : أَمَّا « الْأَوَّلُ » فَقَدْ عَرَفْنَاهُ ، وَأَمَّا « الْآخِرُ » فَبَيِّنْ لَنَا تَفْسِيرَهُ.
فَقَالَ : « إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ إِلاَّ أَنْ يَبِيدَ (٤) أَوْ يَتَغَيَّرَ ، أَوْ يَدْخُلَهُ التَّغَيُّرُ (٥) وَالزَّوَالُ ، أَوْ يَنْتَقِلَ مِنْ لَوْنٍ إِلى لَوْنٍ ، وَمِنْ هَيْئَةٍ إِلى هَيْئَةٍ ، وَمِنْ صِفَةٍ إِلى صِفَةٍ ، وَمِنْ زِيَادَةٍ إِلى نُقْصَانٍ ، وَمِنْ نُقْصَانٍ إِلى زِيَادَةٍ إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ بِحَالَةٍ وَاحِدَةٍ (٦) ، هُوَ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَهُوَ الْآخِرُ عَلى مَا لَمْ يَزَلْ ، وَلَا تَخْتَلِفُ (٧) عَلَيْهِ الصِّفَاتُ وَالْأَسْمَاءُ كَمَا تَخْتَلِفُ عَلى غَيْرِهِ ، مِثْلُ الْإِنْسَانِ الَّذِي يَكُونُ تُرَاباً مَرَّةً ، وَمَرَّةً لَحْماً وَ (٨) دَماً ، وَمَرَّةً رُفَاتاً (٩) وَرَمِيماً (١٠) ، وَكَالْبُسْرِ (١١) الَّذِي يَكُونُ مَرَّةً
__________________
ج ١ ، ص ٤٧٠ ، ح ٣٨١ و ٣٨٢.
(١) في « بس » : ـ « أبي ». وهو سهو ؛ فقد روى صفوان بن يحيى ، عن فضيل بن عثمان ، عن ابن أبي يعفور في الكافي ، ح ١٥٨٥. هذا ؛ وابن أبي يعفور ، هو عبدالله بن أبي يعفور العبدي. راجع : رجال النجاشي ، ص ٢١٣ ، الرقم ٥٥٦ ؛ رجال الطوسي ، ص ٢٣٠ ، الرقم ٣١٠٦.
(٢) الحديد (٥٧) : ٣.
(٣) في « ض ، بف » : « فقلت ».
(٤) هكذا في « ف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « إلاّ يبيد ». وقوله : « يبيد » أي يهلك. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٥٠ ( بيد ).
(٥) في « ض ، بس ، بف » وحاشية « ج ، ف ، بح » والتوحيد : « الغير ». وفي شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ١١ : « وفي بعض النسخ : الغير ، وهو بالكسر اسم من غيّرت الشيء فتغيّر ، وهذا قريب ممّا في الأصل ».
(٦) في التوحيد : « واحداً » بدل « بحالة واحدة ».
(٧) في « بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « لايختلف ». وفي « بس » : « ولايزال بحالة ، لاتختلف » بدل « ولايزال بحالة واحدة ـ إلى ـ ولاتختلف ».
(٨) في التوحيد : « ومرّة ».
(٩) « الرُفات » : الحُطام ، وهو المتكسّر من الأشياء اليابسة ، وكلّ ما دُقّ فكُسِر. انظر : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٤ ( رفت ).
(١٠) « الرميم » : ما بَلي من العظام. انظر : الصحاح ، ج ٥ ، ص ١٩٣٧ ( رمم ).
(١١) في التوحيد : « كالتمر ».