وَجَوَاهِرَ شَتّى غَيْرَ أَنَّهُ بِالِاجْتِمَاعِ شَيْءٌ وَاحِدٌ ».
قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَرَّجْتَ (١) عَنِّي فَرَّجَ اللهُ عَنْكَ ، فَقَوْلَكَ : اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (٢) فَسِّرْهُ لِي كَمَا فَسَّرْتَ الْوَاحِدَ ؛ فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ لُطْفَهُ عَلى خِلَافِ لُطْفِ خَلْقِهِ لِلْفَصْلِ (٣) ، غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ أَنْتَشْرَحَ ذلِكَ لِي (٤) ، فَقَالَ : « يَا فَتْحُ ، إِنَّمَا قُلْنَا : اللَّطِيفُ ؛ لِلْخَلْقِ اللَّطِيفِ ، وَ (٥) لِعِلْمِهِ بِالشَّيْءِ اللَّطِيفِ ، أَوَلَا تَرى ـ وَفَّقَكَ اللهُ وَثَبَّتَكَ ـ إِلى (٦) أَثَرِ صُنْعِهِ فِي النَّبَاتِ اللَّطِيفِ وَغَيْرِ اللَّطِيفِ ؛ وَمِنَ (٧) الْخَلْقِ اللَّطِيفِ ، وَ (٨) مِنَ الْحَيَوَانِ الصُّغَارِ (٩) ، وَ (١٠) مِنَ الْبَعُوضِ (١١) وَالْجِرْجِسِ (١٢) ، وَمَا هُوَ أَصْغَرُ مِنْهَا مَا (١٣) لَايَكَادُ (١٤) تَسْتَبِينُهُ الْعُيُونُ ، بَلْ لَايَكَادُ يُسْتَبَانُ
__________________
(١) جوّز المازندراني التخفيف والتشديد ؛ استناداً إلى كلام الجوهري في استوائهما في المعنى. انظر : شرحالمازندراني ، ج ٤ ، ص ٣٩ ؛ الصحاح ، ج ١ ، ص ٣٣٣ ( فرج ).
(٢) في التوحيد ، ص ٦٠ : ـ « الخبير ». وقال السيّد بدرالدين في حاشيته ، ص ٩٥ : « يدلّ على صحّته ـ أي خلوّ الحديث من كلمة الخبير ـ أنّه لم يقل « فسّرهما لي » وأيضاً لم يأت ذكر الخبير في كلامه عليهالسلام ».
(٣) في « بر » وحاشية « بح » وشرح صدر المتألّهين : « للفضل ».
(٤) في « ف ، بر » وشرح صدر المتألّهين والعيون : « لي ذلك ».
(٥) في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » والتعليقة للداماد والوافي : ـ « و ». وجعل الداماد والفيض ما في المتن مستنداً إلى نسخة واستصوباه عطفاً على « للخلق اللطيف » على أن يكون تعليلاً ثانياً لتسميته سبحانه لطيفاً. واحتمل المازندراني كونه تعليلاً لتسميته تعالى خبيراً. انظر : التعليقة للداماد ، ص ٢٨٠ ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص ٢٩٦ ؛ شرح المازندراني ، ج ٤ ، ص ٤٢ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ٤٨٣.
(٦) في حاشية « ب » : « على »
(٧) في التوحيد ، ص ١٨٥ والعيون : « وفي ».
(٨) في التوحيد ، ص ١٨٥ والعيون : ـ « و ».
(٩) في شرح المازندراني : « الصُغار ـ بالضمّ ـ : الصغير. قال الجوهري : صَغُر الشيء فهو صغير وصُغار بالضمّ ». وانظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧١٣ ( صغر ).
(١٠) في التوحيد ، ص ١٨٥ والعيون : ـ « و ».
(١١) « البعوض » : البقّ ، وهي دويّبة مثل القمّلة ، حمراء منتنة الريح ، تكون في السُرُر والجُدُر ، إذا قتلتها شممت لها رائحة اللوز المُرّ. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٠٦٦ ( بعض ) ؛ لسان العرب ، ج ١٠ ، ص ٢٣ ( بقق ).
(١٢) « الجِرجِس » : لغة في القِرْقِس ، وهو البعوض الصغار. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩١٣ ( جرجس ).
(١٣) « ما » مبتدأ مؤخّر و « من الخلق » خبر مقدّم. وفي حاشية « ف » والتوحيد ، ص ١٨٥ : « ممّا ».
(١٤) اتّفقت النسخ التي قوبلت على التذكير. وفي التعليقة للداماد : « بالتذكير والتأنيث ». وفي شرح صدر المتألّهين والعيون : « تكاد ».