( سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ ) (١) وَقَالَ (٢) عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (٣) الْآيَةَ ، وَقَالَ : ( ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ ) (٤).
وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها ) (٥) أَمْ ( طُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ) (٦) أَمْ ( قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) (٧) أَمْ ( قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا ) (٨) بَلْ هُوَ ( فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (٩) فَكَيْفَ لَهُمْ بِاخْتِيَارِ الْإِمَامِ؟!
وَالْإِمَامُ : عَالِمٌ لَايَجْهَلُ (١٠) ، وَرَاعٍ (١١) لَايَنْكُلُ (١٢) ، مَعْدِنُ (١٣) الْقُدْسِ (١٤) وَالطَّهَارَةِ ،
__________________
(١) القصص (٢٨) : ٦٨.
(٢) في « ج » : + « الله ».
(٣) الأحزاب (٣٣) : ٣٦.
(٤) القلم (٦٨) : ٣٦ ـ ٤١.
(٥) محمّد (٤٧) : ٢٤.
(٦) التوبة (٩) : ٨٧.
(٧) الأنفال (٨) : ٢١ ـ ٢٣.
(٨) البقرة (٢) : ٩٣.
(٩) الحديد (٥٧) : ٢١ ؛ الجمعة (٦٢) : ٤.
(١٠) في شرح المازندراني : « ليس « لايجهل » للتأكيد ، بل للاحتراز ؛ إذ كلّ أحد عالم في الجملة ، وهذا القدر لايكفيفي الإمام بل لابدّ فيه أن لايجهل شيئاً ممّا يحتاج إليه الامّة إلى يوم القيامة ، وإلاّ لبطل الغرض من الإمامة ... ».
(١١) في « ب ، ج ، ض ، بح » والوافي والمعاني « داعٍ ». وفي « بس » : « واعٍ ».
(١٢) لايَنْكُلُ ، لايَنْكَلُ ، لايَنْكِلُ : لاينكص ولا يضعف ولا يجبن ولا يمتنع ، والاولى أجود. والناكِل : الجبان الضعيف. انظر : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٦٧٧ ـ ٦٧٨ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٥ ( نكل ).
(١٣) « المَعْدِن » : اسم مكان من عَدْنٍ بمعنى الإقامة ، وهو موضع الإقامة ؛ لأنّ الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء. قال المجلسي في مرآة العقول : « بكسر الدال وفتحها ». وانظر : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢١٦٢ ( عدن ).
(١٤) « القُدْس » و « القُدُس » : الطُهر والبراءة من العيوب ، اسم ومصدر ، ومنه قيل : حظيرة القُدْس. انظر : الصحاح ، ج ٣ ، ص ٩٦٠ ( قدس ) ؛ مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٩٤.