وَقَالَ (١) فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِ وَعِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ (٢) : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ) (٣).
وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اخْتَارَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِأُمُورِ عِبَادِهِ ، شَرَحَ صَدْرَهُ (٤) لِذلِكَ ، وَأَوْدَعَ قَلْبَهُ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ ، وَأَلْهَمَهُ الْعِلْمَ إِلْهَاماً ؛ فَلَمْ يَعْيَ (٥) بَعْدَهُ بِجَوَابٍ (٦) ، وَلَاتَحَيَّزَ (٧) فِيهِ عَنِ الصَّوَابِ ؛ فَهُوَ مَعْصُومٌ مُؤَيَّدٌ (٨) ، مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ (٩) ، قَدْ أَمِنَ مِنَ (١٠) الْخَطَأِ (١١) وَالزَّلَلِ
__________________
(١) في « ف » : + « عزّ اسمه ».
(٢) في « بر » : + « أجمعين ».
(٣) النساء (٤) : ٥٤ ـ ٥٥.
(٤) « شرح صدره » ، أي وسّعه لقبول الحقّ. انظر : المصباح المنير ، ج ٣٠٨ ( شرح ).
(٥) « فلم يَعْيَ » ، أي لم يعجز ، من العيّ بمعنى العجز وعدم الاهتداء لوجه المراد. أو لم يجهل ، من العيّ أيضاًبمعنى الجهل وعدم البيان. انظر : لسان العرب ، ج ١٥ ، ص ١١١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٢٥ ( عيي ).
(٦) في « بر » : « لجواب ».
(٧) هكذا في « بو ». وفي « ب ، ف ، بر » والمطبوع : « ولا يحير ». وفي « ج » : « ولم يحير ». وفي « بس » : « ولاتحيّر ». قال المجلسي في مرآة العقول ، ج ٢ ، ص ٣٩٨ : « ولا يحير ، مضارع حار من الحيرة » ، ولكن لاتساعده اللغة ؛ فإنّ مضارع حار ، يحار. يقال : حار يحار أي تحيّر في أمره.
وفي « ض » : « ولا يجير ». وفي « بف » : « ولا يحيز ».
ولعلّ الظاهر بقرينة « عن الصواب » : « ولا تحيد » ، كما في حاشية « جو ». وحاد عن الشيء ، أي مال عنه وعدل. وما أثبتناه هو الأظهر والأصوب بقرينة قوله : « عن صواب » ؛ قال في لسان العرب ، ج ٥ ، ص ٣٤٠ ( حوز ) : « وتحوّز عنه وتحيّز إذا تنحّى ، وهي تَفَيْعَلَ أصلها تَحَيْوَزَ ، فقلبت الواو ياءً ؛ لمجاورة الياء وأُدغمت فيها ... قال أبو عبيدة : التحوّز هو التنحّي ، وفيه لغتان : التحوّز والتحيّز ... فالتحوّز التفعّل ، والتحيّز التَفَيْعُلُ ».
(٨) « مؤيّد » : من الأيد بمعنى الشدّة والقوّة. يقال : آد الرجل يئيد ، أي اشتدّ وقوي. وتقول : أيّدتُه ، أي قوّيته ، فهومؤيّد. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٤٣ ( أيد ).
(٩) « مسدّد » : من التسديد بمعنى التوفيق للسداد ، وهو الصواب والقصد من القول والعمل ، ورجل مُسَدَّد ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. انظر : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٤٨٥ ( سدد ).
(١٠) في « ب ، بر ، بس ، بف » والوافي والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : ـ « من ».
(١١) هكذا في جميع النسخ والوافي وكمال الدين والمعاني. وفي المطبوع : « الخطايا ». وفي شرح المازندراني :