٥٩٧ / ٤. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليهالسلام لَمْ يُرْفَعْ ، وَمَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ ». (١)
٥٩٨ / ٥. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ :
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَمُصُّونَ الثِّمَادَ (٢) ، وَيَدَعُونَ النَّهَرَ الْعَظِيمَ ». قِيلَ لَهُ : وَمَا النَّهَرُ الْعَظِيمُ؟ قَالَ : « رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَالْعِلْمُ الَّذِي أَعْطَاهُ (٣) اللهُ ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جَمَعَ لِمُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم سُنَنَ النَّبِيِّينَ (٤) مِنْ آدَمَ ـ وَهَلُمَّ جَرّاً ـ إِلى مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
قِيلَ لَهُ : وَمَا تِلْكَ السُّنَنُ؟
قَالَ : « عِلْمُ النَّبِيِّينَ بِأَسْرِهِ (٥) ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم صَيَّرَ ذلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام ».
__________________
(١) بصائر الدرجات ، ص ١١٦ ، ح ٧. وفيه ، ص ١١٧ ، ح ١٤ ، بسنده عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عمران بن أبان ، عن حمران ، عن أبي عبدالله عليهالسلام. وفيه ، ص ١١٦ ، ح ١١ ، بسند آخر ، مع تفاوت الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥١ ، ح ١٠٩٥.
(٢) « يمصّون » من المصّ ، وهو تناول الماء بالشفتين. و « الثِماد » و « الثَمَد » و « الثَمْد » : الماء القليل الذي لا مادّة له ، أو هو القليل يبقى في الجَلَد ، وهو الأرض الصلبة ، أو هو الذي يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف. وكأنّه عليهالسلام أراد أن يبيّن أنّ العلم الذي أعطاه الله نبيّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ثمّ أميرالمؤمنين عليهالسلام هو اليوم عنده ، وهو نهر عظيم يجري اليوم من بين أيديهم ، فيدعونه ويمصّون الثماد ، وهو كناية عن الاجتهادات والأهواء وتقليد الأبالسة والآراء ؛ فلمّا رأى السائل ممّن لم يفتح الله مسامع قلبه ، أعرض عن التصريح بما أراد ولم يتمّ كلامه. راجع : الوافي ، ج ٣ ، ص ٥٥١ ؛ لسان العرب ، ج ٣ ، ص ١٠٥ ( ثمد ) ؛ وج ٦ ، ص ٢٥٤ ( رشف ) ؛ وج ٧ ، ص ٩١ ( مصص ).
(٣) في البصائر ، ص ١١٧ : « آتاه ».
(٤) في « ب ، بر ، بف » والوافي : « الأوّلين ».
(٥) « الأسْرُ » : القِدُّ ، وهو الحبل الذي يشدّ به الأسير. تقول : هذا الشيء لك بأسْره ، أي بقِدّه ، تعني بجميعه ، كمايقال : برُمَّته. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٧٨ ( أسر ).