قَالَ : فَقَالَا لَهُ : قَدْ أَخْبَرَنَا عَنْكَ الثِّقَاتُ أَنَّكَ تُفْتِي وَتُقِرُّ (١) وَتَقُولُ بِهِ (٢) ، وَنُسَمِّيهِمْ لَكَ : فُلَانٌ وَفُلَانٌ ، وَهُمْ أَصْحَابُ وَرَعٍ وَتَشْمِيرٍ (٣) ، وَهُمْ مِمَّنْ لَايَكْذِبُ (٤). فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، وَقَالَ (٥) : « مَا أَمَرْتُهُمْ بِهذَا ». (٦) فَلَمَّا رَأَيَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ خَرَجَا.
فَقَالَ لِي : « أَتَعْرِفُ هذَيْنِ؟ » ، قُلْتُ (٧) : نَعَمْ ، هُمَا مِنْ أَهْلِ سُوقِنَا ، وَهُمَا (٨) مِنَ الزَّيْدِيَّةِ ، وَهُمَا (٩) يَزْعُمَانِ أَنَّ سَيْفَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ (١٠) ، فَقَالَ : « كَذَبَا ـ لَعَنَهُمَا اللهُ ـ وَاللهِ (١١) مَا رَآهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ بِعَيْنَيْهِ ، وَلَابِوَاحِدَةٍ مِنْ عَيْنَيْهِ ، وَلَارَآهُ أَبُوهُ ، اللهُمَّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَآهُ (١٢) عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام ، فَإِنْ كَانَا صَادِقَيْنِ فَمَا عَلَامَةٌ (١٣) فِي مَقْبِضِهِ (١٤)؟ وَمَا أَثَرٌ (١٥) فِي مَوْضِعِ مَضْرَبِهِ (١٦)؟
__________________
(١) في « ض ، بح ، بر ، بس » : ـ « وتقرّ ».
(٢) في « ض » : « بهم ». و « تقول به » أي بأنّ فيكم إماماً مفترض الطاعة.
(٣) التشمير في الأمر : السرعة فيه والخفّة. وشمّر ثوبه : رفعه. ومنه قيل : شمّر في العبادة إذا اجتهد وبالغ. وفيالوافي : « ويكنّى به عن التقوى والطهارة ». وراجع : المصباح المنير ، ص ٣٢٢ ( شمر ).
(٤) في حاشية « بر » والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : « لا يكذبون ». وفي مرآة العقول : « لا يكذب ، على بناء المجرّد المعلوم ، أو على بناء التفعيل المجهول ».
(٥) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبصائر ص ١٧٤ ، ح ٢ والإرشاد. وفي المطبوع : « فقال ».
(٦) في مرآة العقول : « ما أمرتهم بهذا ، فيه أيضاً تورية ؛ لأنّه عليهالسلام كان أمرهم بالتقيّة ولم يأمرهم بالإذاعة عند المخالفين ، لكن ظاهره يوهم إنكار أصل القول ».
(٧) في « بف » : « فقلت ».
(٨) في « بح » والبصائر ، ص ١٧٤ ، ح ٢ : ـ « هما ».
(٩) في « ف » : ـ « وهما ».
(١٠) في حاشية « ض » : + « بن حسن بن عليّ عليهالسلام ». وفي الإرشاد : + « بن الحسن ».
(١١) في « ج » : ـ « والله ».
(١٢) المراد أنّهما لم يرياه رؤية كاملة يوجب العلم بعلاماته وصفاته ، فضلاً عن أن يكون عندهما. مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ٤١.
(١٣) في « ب » : « علامته ».
(١٤) « مَقبض السيف » ، وزان مسجد ، وفتح الباء لغة ، وهو حيث يُقبَض باليد. المصباح المنير ، ص ٤٨٨ ( قبض ).
(١٥) في حاشية « بر » : « الأثر ».
(١٦) « مَضْرب السيف » ، بفتح الراء وكسرها : المكان الذي يُضْرَب به منه ، وقد يؤنّث بالهاء ، فيقال : مَضْرِبة