قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ مِمَّنْ يَصِفُ هذَا الْأَمْرَ قَوْماً لَابَأْسَ بِهِمْ عِنْدَنَا ، وَلَيْسَتْ (١) لَهُمْ تِلْكَ الْعُقُولُ؟
فَقَالَ : « لَيْسَ هؤُلَاءِ مِمَّنْ خَاطَبَ اللهُ (٢) ، إِنَّ اللهَ تَعَالى خَلَقَ الْعَقْلَ ، فَقَالَ لَهُ : أَقْبِلْ ، فَأَقْبَلَ ، وَقَالَ لَهُ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، فَقَالَ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي (٣) ، مَا خَلَقْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْكَ ـ أَوْ أَحَبَّ (٤) إِلَيَّ مِنْكَ ـ بِكَ آخُذُ ، وَبِكَ أُعْطِي » (٥).
٣٣ / ٣٣. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « لَيْسَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ إِلاَّ قِلَّةُ الْعَقْلِ (٦) ».
قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ (٧) يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟
قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ يَرْفَعُ رَغْبَتَهُ (٨) إِلى مَخْلُوقٍ ، فَلَوْ أَخْلَصَ نِيَّتَهُ لِلّهِ ، لَأَتَاهُ (٩) الَّذِي يُرِيدُ
__________________
(١) في حاشية « بر » : « وليس ».
(٢) في المحاسن : + « في قوله : يا أُولي الألباب ».
(٣) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : ـ « وجلالي ».
(٤) في « و » وشرح صدر المتألّهين : « وأحبّ ». وقال المازندراني في شرحه : « الترديد من الراوي ؛ لعدم ضبط اللفظ المسموع بخصوصه ».
(٥) المحاسن ، ص ١٩٤ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ١٣ مرفوعاً ومع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح ١ ؛ والمحاسن ، ص ١٩٢ ، كتاب مصابيح الظلم ، ح ٥ ـ ٧ ؛ والفقيه ، ج ٤ ، ص ٣٦٨ ، ح ٥٧٦٥ ؛ والاختصاص ، ص ٢٤٤ الوافي ، ج ١ ، ص ٧٨ ، ح ٤.
(٦) أي لا واسطة بينهما إلاّقلّة العقل ؛ إذ الإيمان نور العقل ، والكفر ظلمة الجهل ، فمتى كان عقل الرجل كاملاً كان مؤمناً حقّاً ، ومتى كان جاهلاً محضاً كان كافراً صرفاً ، والمتوسّط بينهما ضعيف الإيمان. راجع : شرح صدر المتألّهين ؛ ص ١١٨ ؛ الوافي ، ج ١ ، ص ١٢٢ وسائر الشروح.
(٧) في حاشية « ألف ، ج » والمحاسن : « ذلك ».
(٨) « الرغبة » في اللغة : السؤال والطلب ، والمراد هنا المرغوب والمطلوب والحاجة. انظر : النهاية ، ج ٢ ، ص ٢٣٧ ( رغب ) ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص ٨٨.
(٩) في « بو » : « أتاه » أي جاءه. وفي « جح » : « لآتاه » أي أعطاه. واحتمل المجرّد والإفعال في شرح المازندراني ج ١ ، ص ٤٣٦ ؛ ومرآة العقول ، ج ١ ، ص ٩٤.