قَتْلِ (١) الطَّوَاغِيتِ إِيَّاهُمْ وَالظَّفَرِ بِهِمْ حَتّى قُتِلُوا (٢) وَغُلِبُوا؟
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَا حُمْرَانُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ قَدْ كَانَ قَدَّرَ ذلِكَ عَلَيْهِمْ وَقَضَاهُ ، وَأَمْضَاهُ ، وَحَتَمَهُ (٣) ، ثُمَّ أَجْرَاهُ ؛ فَبِتَقَدُّمِ عِلْمِ ذلِكَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤) قَامَ عَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عليهمالسلام ، وَبِعِلْمٍ صَمَتَ مَنْ صَمَتَ مِنَّا ». (٥)
٧٤٥ / ٤. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسْتَفَادِ أَبِي مُوسَى الضَّرِيرِ ، قَالَ :
حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليهماالسلام ، قَالَ : « قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : أَلَيْسَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام كَاتِبَ الْوَصِيَّةِ ، وَرَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْمُمْلِي (٦) عَلَيْهِ ، وَجَبْرَئِيلُ وَالْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ عليهمالسلام (٧) شُهُودٌ؟ ».
قَالَ : « فَأَطْرَقَ (٨) طَوِيلاً ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا الْحَسَنِ ، قَدْ كَانَ مَا قُلْتَ ، وَلكِنْ حِينَ نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْأَمْرُ نَزَلَتِ الْوَصِيَّةُ مِنْ عِنْدِ اللهِ كِتَاباً مُسَجَّلاً (٩) ،
__________________
(١) في البصائر : « به من قبل » بدل « من قتل ».
(٢) في « ج » : « قتّلوا » بالتضعيف.
(٣) في الكافي ، ح ٦٨٣ : + « على سبيل الاختيار ».
(٤) في « ف » : « من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إليهم عليهمالسلام ».
(٥) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهمالسلام يعلمون علم ما كان ... ، ح ٦٨٣. وفي بصائر الدرجات ، ص ١٢٤ ، ح ٣ ، عن أحمد بن محمّد ، وفيهما مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج ٢ ، ص ٢٦٣ ، ح ٧٤٢.
(٦) « المُمْلِي » ، من الإملاء ، وهو الإلقاء على الكاتب ليكتب. راجع : المصباح المنير ، ص ٥٠٨ ( ملل ).
(٧) في « ف » : + « عليه ».
(٨) « فأطرق » ، أي سكت فلم يتكلّم ، وأرخى عينيه ينظر إلى الأرض. راجع : الصحاح ، ج ٤ ، ص ١٥١٥ ( طرق ).
(٩) « كتاباً مُسَجَّلاً » ، أي كتاباً محكماً ، من قولك : سجّل القاضي لفلان بماله ، أي استوثق له به ؛ أو كتاباً مكتوباً ، منقولك : سجّل القاضي ، أي كتب السِجِّلَ ؛ أو يقرأ كتاباً مُسْجَلاً ، أي مُرْسَلاً ، من قولك : أسْجَلْتُ الكلامَ ، أي أرسلتُه ؛ أو كثيرَ الخير ، من قولك : أسجل الرجلُ ، أي كثر خيره. راجع : لسان العرب ، ج ١١ ، ص ٣٢٥ ـ ٣٢٦ ( سجل ) ؛ شرح المازندراني ، ج ٦ ، ص ٨٥ ؛ مرآة العقول ، ج ٣ ، ص ١٩٣.