وقال ابن سعد في الطبقات : وكان ضعيفا في الحديث ومنهم من لا يكتب حديثه (١) .
قال أبو حاتم : كانت بلية الحسن بن عمارة أنه كان يدلّس عن الثقات ما وضع عليهم الضعفاء ، كان يسمع من موسى بن مطير وأبي العطوف وأبان بن أبي عياش وأضرابهم ثمّ يسقط أسماءهم ويرويها عن مشايخهم الثقات ، فلما رأى شعبة تلك الأحاديث الموضوعة التي يرويها عن أقوام ثقات أنكرها عليه وأطلق عليه الجرح ، ولم يعلم أنّ بينه وبينهم هؤلاء الكذابين ، فكان الحسن بن عمارة هو الجاني على نفسه بتدليسهم عن هؤلاء وإسقاطهم من الأخبار حتى التزق الموضوعات به (٢) .
هذا ، وقد ضعفه الترمذي (٣) ، وأبو زرعة الرازي (٤) ، والعقيلي (٥) ، والذهبي (٦) ، والدارقطني (٧) ، والبيهقي (٨) وغيرهم فلا يحتاج إلى الاغراق في نقل الأقوال .
وعلى هذا فالحديث ـ بهذا الطريق ـ موضوع حسب الصناعة وساقط بمرة ، علاوة على أنّه منقطع بين ابن أبي ليلى وبلال كما عرفت .
______________________
(١) الطبقات الكبرى ٦ : ٣٦٨ .
(٢) المجروحين لابن حبان ١ : ٢٢٩ / ٢٠٥ .
(٣) سنن الترمذي ٣ : ٣٠ / ح ٦٣٨ .
(٤) انظر تهذيب الكمال ٦ : ٢٧٤ .
(٥) الضعفاء للعقيلي ١ : ٢٣٧ / ٢٨٦ .
(٦) ميزان الاعتدال ٢ : ٢٦٥ / ١٩٢١ .
(٧) سنن الدارقطني ١ : ١٦١ ، ح ١ ، و ٢ : ٢٥٨ / ح ٩٩ ، وفيه الحسن بن عمارة متروك الحديث ، علل الدارقطني ٤ : ٥١٤ .
(٨) سنن البيهقي الكبرى ١ : ٢٢١ / ح ٩٩٧ ، و ٢٢٢ / ح ٩٩٨ ، وفيه الحسن بن عمارة لا يحتج به ، و ٢ : ١٦٠ / ح ٢٧٢٣ وفيه الحسن بن عمارة متروك .