قال بشار عواد : أخبار حفص كثيرة ، وقد وثّقه ابن سعد والعجلي ، ولكن ذكر عنه شيء من التدليس ، وتغيّر قليل في حفظه بأخرة ، كما ذكره الآجري عن أبي داود ، وهو على كل حال من الثقات الأثبات ، روى له الجماعة (١) !!
وحكى عبد الله عن أبيه أحمد بن حنبل : قال أبي : رأيت مقدم فم حفص بن غياث مضبّبة أسنانه بالذهب (٢) .
وقال ابن حبان : كان يهم في الأحاديث (٣) .
وفي ميزان الاعتدال : ... وقال أبو زرعة : ساء حفظه بعدما استُقضي ، فمن كتب عنه من كتابه فهو صالح ، وقال ابن معين : جميع ما حدّث به حفص ببغداد والكوفة إنّما هو من حفظه ، كتبوا عنه ثلاثة الآف أو أربعة الآف من حفظه ، وقال داود بن رشيد : حفص بن غياث كثير الغلظ ... (٤) .
وفي طبقات المدلسين : وصفه أحمد بن حنبل والدارقطني بالتدليس (٥) .
وبهذا فقد اخذت فكرة إجمالية عن رواة سند أبي محذورة ، وأنّهم كانوا من قضاة وأذناب بني أمية وبني العباس وأتباع النهج الحاكم المخالف للعترة في التثويب وفي غيره ، وهؤلاء كانوا يهدفون بروايتهم أمثال هذه الأخبار إلى تحكيم مدرسة الشيخيين مقابلاً لمدرسة أهل البيت المخالفة لها في التثويب حسبما سنوضح ذلك لاحقاً .
______________________
(١) أنظر تهذيب الكمال ٧ : ٥٦ / ١٤١٥ ، قال ابن أبي شيبة ولى قضاء الكوفة ثلاث عشره سنة وبغداد سنتين .
(٢) العلل لأحمد بن حنبل ٣ : ٣٠٧ / ٥٢٣ .
(٣) مشاهير علماء الأمصار : ١٧٢ / ١٣٧٠ .
(٤) ميزان الاعتدال ٢ : ٣٣١ / ٢١٦٣ .
(٥) طبقات المدلسين ١ : ٢٠ / ٩ ، تهذيب التهذيب ٢ : ٣٥٩ .