والحجاج رغم كونه قاضياً ومقرباً للسلطان إلّا أنّه كان يخاف من كتابة وتدوين حديثه ، لأنّه سيثير العلماء والناس ضدّه ، لروايته في بعض الأحيان ما يخالف الثوابت الدينية عند المسلمين .
|
وعن عبد الله بن الأسود الحارثي ، قال : كان الحجاج بن أرطاة يقيم على رؤوسنا غلاما له أسود فيقول : من رأيته يكتب فخذ برجله ، فقام إليه رجل فقال : سوءةً لك يا أبا أرطاة ، يأتيك نظراؤك وأبناء نظرائك من أبناء القبائل ثمّ تامر هذا الأسود بما تأمره ، فلم يأمره بعد ذلك (١) . وعن علي بن عثمان بن علي قال : كان للحجاج بن أرطاة غلام قائم على رأسه يضرب من يكتب إلّا حفص بن غياث فإنّه كان من العشيرة فلا يمنع (٢) . |
وبهذا تكون قد عرفت أن الحجاج كان مدلسا يخاف من كتابة وتدوين أقواله ، كما أنّه كان فقيه الدولة العباسية ، وقد كانت له قطيعة ببغداد في الربض تُعرف بقطيعة حجاج (٣) .
وأما حفص بن غياث ـ فهو كاتب حجّاج بن أرطاة والمجاز في الكتابة عنه فقط ! فقد وثقه البعض ، لكنّ ورد فيه بعض التليين ، إذ وليَ القضاء ببغداد من قبل الرشيد ثم عزله واستقضاه على الكوفة وكان آخر القضاة بالكوفة .
______________________
(١) تاريخ بغداد ٨ : ٢٣٣ .
(٢) ضعفاء العقيلي ١ : ٢٨١ .
(٣) أنظر تاريخ بغداد ٨ : ٢٣٠ / ٤٣٤١ .