المناقشة
الخبر صريح بأنّ هذه الجملة وضعت من قبل بلال ـ لا من قبل رسول الله ـ ثمّ اقرت في أذان الصبح ، في حين أن هذه الطرق المروية عن بلال جميعها باطلة وضعيفة بنظرنا ، وأنّك ستقف على مواطن افتعالها وأسرار نسبتها إلى بلال تحكيماً لمدرسة الخلافة (١) ، وإليك ما قالوه عن رجال تلك الطرق سنداً نأتي به كمقدّمة لما نريد قوله في البحث الكلامي .
ففي هذا الخبر صالح بن أبي الاخضر اليمامي مولى هشام بن عبد الملك ، نزل البصرة ، فعن يحيى بن معين : صالح بن الاخضر ليس بالقوي ، وقال في موضع آخر : ضعيف .
وقال معاوية بن صالح عن يحيى بن معين : صالح بن الأخضر بصريٌّ ضعيف ، زَمْعَة بن صالح أصلح منه .
وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : صالح بن أبي الأخضر ليس بشيء ، قدم عليهم البصرة وكان يمامياً (٢) .
وقال احمد بن عبد الله العجلي : يكتب حديثه وليس بالقوي (٣) .
وقال الجوزجاني : اتّهم في أحاديثه (٤) .
______________________
(١) انظر ذلك في القسم الثاني « أذانان ، مؤذّنان ، إمامان لصلاة واحدة » .
(٢) تهذيب الكمال ١٣ : ٨ / ٢٧٩٥ ، تهذيب التهذيب ٤ : ٣٣٣ / ٦٥٠ ، تاريخ ابن معين ٤ : ٢٨٦ ، ٢٩١ / ت ٤٤١٥ ، ٤٤٥١ .
(٣) معرفة الثقات للعجلي ١ : ٤٦٣ / ت ٧٤٥ .
(٤) احوال الرجال : ١١٣ / ١٨٢ .