المناقشة
في هذا النَّصّ مواطن للتعليق عليه :
أوّلاً : أن المروي هنا يختلف عن ما جاء في الروايات الاُخرى عن أبي محذورة وأنّه خرج في عشر أنفار من شباب قريش يستهزون بالنبي وبالأذان الذي به المسلمون ، وأن النبي أرسل إليهم وسألهم عمن أذن استهزاءً بالمسلمين ، فقالوا : أبو محذورة .
وأبو محذورة أذن بأمر النبي بمكّة وهو كاره لهصلىاللهعليهوآله ، ولأجله خصّ العلماء خبر الترجيع به ، وقالا بأنّ الشهادتين الاوليين كانتا لاسلامه ، أما الاخيرتان فكانت هي الأذان الشرعي .
فما قالوه لا يتّفق مع ما حكوه عن رسول الله من قوله (فقال لي رسول الله : ان الله قد أراد بك خيرا فكن مع عتاب بن أسيد) .
ثانياً : في الخبر قيس بن حفص الدارمي الذي ذكره ابن حبان في الثقات ـ مع تساهله ـ وقال عنه : يغرب (١) .
كما فيه المعتمر بن سليمان الذي قال عنه يحيى بن سعيد القطان : إذا حدثكم المعتمر بشيء فاعرضوه فإنه سيئ الحفظ (٢) .
وقال ابن خراش عنه : صدوق يخطى من حفظه وإذا حدث من كتابه فهو ثقة (٣) .
______________________
(١) الثقات ٩ : ١٥ ت ١٤٩٢٧ وفيه روى عنه أهل البصرة ، يغرب .
(٢) تهذيب التهذيب ١٠ : ٢٠٤ ت ٤١٧ ، التعديل والتجريح ٢ : ٧٦٣ ت ٧١٤ .
(٣) ميزان الأعتدال ٦ : ٤٦٥ ت ٨٦٥٤ ، ٤٨٨٩ .