وفي (صحيح البخاري) : كانت عائشة زوج النبي صلىاللهعليهوآله تحدّث أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا دخل بيتي واشتدَّ به وجعُه قال : هريقوا عَليَّ من سبع قِرب لم تحلل أو كيتُهُنّ لعليّ أعهَدُ إلى الناس .
فأجلسناه في مخضبٍ لحفصة زوج النبي صلىاللهعليهوآله ، ثمّ طفقنا نَصُبُّ عليه من تلك القرب حتّى طفقَ يشير إلينا بيده : إنْ قد فعلتُنّ . قالت : ثمّ خرج إلى الناس فصلّى لهم [ بهم ] وخطبهم ... (١) .
فهذا النصّ وغيره فيه تنويه وتصحيح لمدّعانا وأنّ مؤامرة كانت حِيكت على الرسول والرسالة ، ويؤكّد ذلك تضارب الأخبار عندهم ، وضعف استدلالهم في كثير من الموارد ، فإنّه لو صحّ استدلالهم على الإمامة من خلال الصلاة لاستدلّ به كثير من أصحاب رسول الله أمثال أُسامة بن زيد (٢) ، وعبد الرحمن بن عوف (٣) ، وابن أُمّ مكتوم (٤) ، وصهيب الذي قدّمه عمر للصلاة مكانه بالمهاجرين والأنصار (٥) .
وقد وقفتَ على كلام ابن تيمية (٦) سابقاً ، مع التنويه على أنّ إمامة الصلاة عندهم ليس فيها مزيد شرف وفضيلة للإمام ، لأنّهم يجيزون الصلاة خلف كلّ بَرّ وفاجر .
______________________
(١) صحيح البخاري ٦ : ١٤ باب مرض النبيّ صلىاللهعليهوآله ووفاته .
(٢)
(٣)
(٤) سنن أبي داود ١ : ٩٨ باب إمامة الأعمى .
(٥)
(٦)