فلو صحَّ كلامهم هذا ، فما فائدة استدلالهم على الخلافة الظاهرية لأبي بكر من خلال الصلاة بالمسلمين ؟!
والسؤال الذي يرد هنا : هل الإمام في تلك الجماعة هو أبو بكر أم رسول الله ؟ أو إنّهما كانا إمامين معاً على وجه الاشتراك كما يقولون ؟
فإن قيل بالرأي الأوّل وأنّ الإمام هو أبو بكر والمأموم هو النبيّ (١) ، فيعني وجود من هو أفضل من النبي في أُمّته ! وهو كلام باطل لا يقبله أحد من المسلمين !!
وإن قيل بالرأي الثاني وأنّ الإمام هو رسول الله والمأموم أبا بكر ، فلا تُثْبت تلك الصلاة أيّة فضيلة لأبي بكر كما لا تثبت له الإمامة ، فهو كغيره من المسلمين الذين حضروا الصلاة ، بل إنّ تنحّيه عن مكانه وإعطاء المكان لرسول الله صلىاللهعليهوآله قد يُفهَم منه عدم تكليفه من قبل رسول الله وعدم صلاحيّته لإمامة .
لأنّ الكلّ يعلم أنّ تلك الصلاة كانت الأخيرة لرسول الله وبعدها فقد فارق صلىاللهعليهوآله الحياة ، فإنّ خروجه وهو بتلك الحال يشير إلى عدم رضاه بإمامة أبي بكر للصلاة .
وإن قيل بالرأي الثالث ، فمعناه جواز أن يكون لكلّ صلاة إمامان ، لأنّه فعل رسول الله ، وإنّ فعل رسول الله هو حجّة على المسلمين ، بينما وجود إمامين لصلاة واحدة أمرٌ لا يقول به أحد .
إنّ ما نحن فيه يرتبط بالوجه الثالث ، ونحن نريد أن نناقشه كي نبيّن من خلاله كيفية وقوع اللبس عندهم ، وكيف صار هذا المدّعى أصلاً عندهم يؤخذ به في العقائد ولا يُعمَل به في الفقه ؟
______________________
(١)