ونحن ندرس هذه المدرسة لا اعتقاداً منّا بوقوع الصلاة وصحّته ، بل نبحثها تماشياً مع مرتكزات الآخرين وإن كانت تخالف معتقداتنا وما نذهب إليه .
فنحن لا يمكننا أن نقبل بإمامة أبي بكر للصلاة ، لأنّه في باعتقادنا قد تخلّف عن جيش أُسامة الذي أمر رسول الله بتجهيزه قبل مرضه وموته ، وقد لعن صلىاللهعليهوآله المتخلّفين عنه ، فالنصوص التاريخية تؤكّد بأنّ كبار الصحابة ـ ومن جملتهم أبو بكر وعمر ـ كانوا ضمن البعث . فإذا كانا ضمن البعث فرجوعهم إلى المسجد والصلاة بالمسلمين يعني تخطّيهم أوامر رسول الله صلىاللهعليهوآله .
قال ابن حجر العسقلاني في « فتح الباري ـ باب بعث النبي أسامة في مرضه الذي تُوفّي فيه » :
... كان تجهيز أُسامة يوم السبت قبل موت النبي بيومين ، فبدأ برسول الله وجعه في اليوم الثالث ، فعقد لأسامة لواءً بيده ، فأخذه أُسامة فدفعه إلى بُرَيدة وعسكر بالجرف .
وكان ممّن انتدب مع أُسامة كبار المهاجرين والأنصار ، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وسعد وسعيد وقتادة بن النعمان وسلمة بن أسلم ، فتكلّم في ذلك قوم ... (إلى أن قال :) ثمّ اشتدّ برسول الله صلىاللهعليهوآله وجعه ، فقال : أنفذوا بعث أُسامة .
وقد روى ذلك عن الواقدي : ابن سعد ، وابن إسحاق ، وابن الجوزي ، وابن عساكر (١) .
هذا أوّلاً .
______________________
(١) فتح الباري ٨ : ١٢٤ . وفي بعض المصادر : كشرح المواقف ٨ : ٣٧٦ ، والملل والنحل للشهرستاني ١ : ٢٩ : لعن الله من تخلّف عن بعث أُسامة ! بدل : (أنفذوا) .