وثانياً : إنّ نصوصاً أُخرى موجودة في المصادر الحديثية والتاريخية تؤكّد بأنّ أبا بكر كان غائباً حينما قال رسول الله : مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس . وإنّ غيابه هذا هو الذي دعا عبدُ الله بن زمعة أن يُعيّن عمرَ بن الخطّاب .
ففي (سنن أبي داود) : لمّا استُعِزَّ برسول الله صلىاللهعليهوآله وأنا عنده في نفر من المسلمين ، دعاه بلال إلى الصلاة ، فقال : مروا من يصلّي بالناس . فخرج عبد الله بن زمعة ، فإذا عمر في الناس ، وكان أبو بكر غائباً ، فقلت : يا عمر ، قم فصلّ بالناس . فتقدّم فكبَّر ، فلمّا سمع رسول الله صلىاللهعليهوآله صوته ، وكان عمر رجلاً مُجْهِراً ، قال صلىاللهعليهوآله : فأين أبو بكر ؟ يأبى الله ذلك والمسلمون ، يأبى الله ذلك والمسلمون . فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلّى عمر الصلاة ، فصلّى بالناس (١) .
وفي خبر آخر : « فأرسلنا إلى أبي بكر » (٢) .
وفي ثالث : « قال عبد الله بن زمعة لعمر لمّا لم أر أبا بكر رأيتك أحقَّ من غيره بالصلاة » (٣) .
وفي (الطبقات الكبرى) قال :
______________________
(١) سنن أبي داود ٢ : ٥١٩ في استخلاف أبي بكر ، مسند أحمد بن حنبل ٤ : ٣٢٢ حديث عبد الله بن زمعة ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ٦٤٠ ـ ٦٤١ ذِكر عبد الله بن زمعة بن الأسود ، البداية والنهاية ٥ : ٢٣١ ـ ٢٣٢ أحداث ١١ هـ ، الاستيعاب ٣ : ٩٦٩ ـ ٩٧٠ ، تاريخ دمشق ٣١ : ٤٨ عتيق أبو بكر .
(٢)
(٣) الطبقات الكبرى ٢ : ٢٠ ـ ٢١ ذكر أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله أبا بكر ، أنساب الأشراف ١ : ٥٥٤ ـ ٥٥٥ / ١١٢٦ باب أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله حين بُدِئ ، تاريخ دمشق ٣١ : ٤٨ ـ ٤٩ ، عتيق أبو بكر ، نهاية الإرب ١٨ : ٣٧٠ ـ ٣٧١ عن الطبقات .