وما هو الترابط بين محمّد وآله ؟
وماذا تعني رواية البخاري « أما علمت أنّ آل محمّد لا يأكلون الصدقة » (١) . ألا تدلّ كلّ هذه النصوص على منزلتهم العالية في المنظومة الإلهية والتشريع الإسلامي .
قال النووي : قوله صلىاللهعليهوآله : « إنّما هي أوساخ الناس » تنبيه على العلة في تحريمها على بني المطلب ، وأنّها لكرامتهم وتنزيههم عن الأوساخ ، ومعنى أوساخ الناس انّها تطهير لأموالهم ونفوسهم كما قال الله تعالى : ( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا ) (٢) فهي كغسالة الأوساخ (٣) .
وعليه فكلّ هذه النصوص المارة والأحكام الفقهية التي أشرنا إلى بعضها لتدلّ على عظمة هذا البيت الشريف ، وأنّ لهم سمات لا تكون عند الآخرين ، وحتّى أنّ أبا بكر كان يعلم بالصلة الموجودة بين أهل البيت وبيوت الأنبياء ، إذ لا معنى لأن يسأل أبو بكر عن بيت علي وفاطمة هل هو من بيوت الأنبياء ، إلّا أن يكون سؤاله ينطوي على معرفته بمكانتهما وأنّها من وزانٍ واحدٍ عند ربّ العالمين .
فكما أنّ النظر إلى الكعبة عبادة (٤) ، ففي الخبر أيضاً : « النظر إلى وجه عليّ عبادة » (٥) .
______________________
(١) صحيح البخاري مع الفتح كتاب الزكاة باب أخذ صدقة التمر ٢ : ٥٤١ / ح ١٤١٤ .
(٢) التوبة : ١٠٣ .
(٣) شرح صحيح مسلم للنووي ٧ : ١٧٩ .
(٤) أخبار مكة للأزرقي ٢ : ٨ ، عن يونس بن خباب و ٢ : ٩ عن مجاهد ، أخبار مكة للفاكهي ١ : ٢٠٠ عن مكحول ، الفردوس بمأثور الخطاب ٤ : ٢٩٣ / ح ٦٨٦٤ عن عائشة .
(٥)
المعجم الكبير ١٠ : ٧٦ ، المستدرك للحاكم ٣ : ١٥٢ / ح ٤٦٨١ ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد وشواهده عن عبد الله بن مسعود صحيحة ، مجمع الزوائد ٩ : ١١٩ ، قال : رواه
الطبراني وفيه أحمد بن بديل الياحي وثقه ابن حبان وقال مستقيم الحديث ، وابن أبي حاتم قال :
وفيه ضعف
=