كما جاء هذا المفهوم في كلام عمر بن الخطاب والذي ذكره سعد التفتازاني (ت ٧٩٣ هـ) في شرح المقاصد في علم الكلام وفي حاشيته على شرح العضد ، وكذا القوشجي (ت ٧٨٩ هـ) في شرح التجريد في مبحث الإمامة ، حيث قالوا :
« إنّ عمر بن الخطاب خطب الناس وقال : أيّها الناس ، ثلاث كُنَّ على عهد رسول الله أنا أنهى عنهنّ وأحرمهن وأعاقب عليهنّ ، وهي : متعة النساء ومتعة الحجّ وحيّ على خير العمل » (١) .
فما يعني هذا التقارن والترابط ، ولماذا نرى أنّ الذي يدّعي شرعية « الصلاة خير من النوم » لا يقول بوجود النص على إمامة عليّ بن أبي طالب ، ومن يقول بـ « حيّ على خير العمل » يرى النصّ على ولاية عليّ بن أبي طالب وعصمته ؟
وعلى أيّ شيء يدلّ قول الإمام الصادق « ليس منا من لم يؤمن بكرَّتنا ، ويستحلَّ متعتنا » (٢) أو قوله : « من لم يستيقن أن واحدة من الوضوء تجزيه لم يؤجر على الثنتين » (٣) .
هل صدرت هذه الأقوال من قبلهم عليهمالسلام للوقوف أمام ما سنّه الخلفاء من الأمور الباطلة وسعيهم لإماتة السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله ؟
بل لماذا تتوجّه أصابع الاتّهام إلى عمر بن الخطاب على وجه الخصوص ؟
______________________
(١) شرح المقاصد ٢ : ٢٩٤ .
(٢) من لا يحضره الفقيه ٣ : ٤٥٨ / ح ٤٥٨٣ ، وعنه في وسائل الشيعة ٢١ : ٨ ، باب اباحة المتعة / ح ١٠ ، وفيه : ولم يستحل متعتنا ، وكذا في مستدرك الوسائل ١٤ : ٤٥١ ، باب اباحة المتعة / ح ٤ ، رواه عن الهداية للصدوق : ٢٦٦ .
(٣) الاستبصار ١ : ٧١ / ح ٢١٨ ، تهذيب الأحكام ١ : ٨١ / ح ٢١٣ ، وسائل الشيعة ١ : ٤٣٦ ، باب اجزاء الغرفة الواحدة في الوضوء وحكم الثانية والثالثة / ح ٤ .