الأذان (١) ، فماذا يعني فعلهم هذا ؟ وعلى أيّ شيء يدل ؟ ألا يدلّ على أنّ الأمر أكبر مما يقولونه ويفسرونه في معنى الخيرية بين « الصلاة » و « النوم » ؟
باعتقادنا أنّ هناك ترابطاً عقائدياً كبيراً بين عقيدة الولاية و « حي على خير العمل » ، وبين حكومات « الخلافة الانتخابية » و « الصلاة خير من النوم » .
أما عند الشيعة الإمامية فالأمر واضح كما ورد في أخبارنا المعتبرة من أنها تعني الولاية ، لكنّ ما ينبغي التأكيد عليه وإماطة اللثام عنه هو غفلة أبناء العامة عن بيان البعد العقائدي لجملة « حي على خير العمل » وجملة « الصلاة خير من النوم » مكتفين في تسليط الضوء على أنّ الثاني شرع لإيقاظ النائمين وتنبيه الغافلين ولم يشيروا إلى الدوافع العقائدية التي حدت بعمر بن الخطاب وغيره للإصرار على رفع الحيعلة الثالثة .
وعليه فالبحث في « الصلاة خير من النوم » أو « حي على خير العمل » لا يقتصر على البعد الفقهي الخلافي ، بل فيه الإشارة إلى تأسيس اتجاه خاص بالخلفاء يقابل مدرسة أهل البيت ، وهذا ما تفرضه تداعيات الصراع بين النهجين وهو ما نصطلح عليه هنا ؛ بـ « الوضع » بعد « الرفع » ، فغالباً ما يُستعاض عن الشرع الصحيح بما هو بدعة ، وقد جاء هذا صريحاً في كلام ابن عباس الذي قال : تركوا السنة من بغض عليّ (٢) .
______________________
(١) الخطط للمقريزي ٢ : ٢٧١ ، وفيه : وقرا أبو علي العباسي سجلاً فيه بترك « حي على خير العمل » في الأذان وأن يقال في صلاة الصبح « الصلاة خير من النوم » ، وفي النجوم الزاهرة ٤ : ٢٢٢ ، ٥ : ٥٩ ، وغير الأذان وجعل مكان « حي على خير العمل » « الصلاة خير من النوم » ، الكامل ٨ : ٥٩ ، حوادث سنة ٤٤٣ ، وفي ٨ : ٧٩ ، ١٠٧ ، حوادث سنة ٤٦٢ ، المنتظم ١٥ : ٣٣١ ، تاريخ أبي الفداء ٢ : ١٧٠ ، تاريخ الإسلام ٣٠ : ٩ ، البداية والنهاية ١٢ : ٧٣ ، السيره الحلبية ٢ : ٣٠٥ .
(٢) الأحاديث المختارة ١٠ : ٣٧٨ / ح ٤٠٣ ، المستدرك على الصحيحين ١ : ٦٣٦ / ح ١٧٠٦ ، قال هذا حديث صحيح على شرط الشيخيين ولم يخرجاه .