وفي المنتخب من كتب الزيدية : وأمّا « حيّ على خير العمل » فلم تزل على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله حتّى قبضه الله ، وفي عهد أبي بكر حتّى مات ، وإنّما تركها عمر وأمر بذلك فقيل له : لم تركتها ؟ فقال : لئلا يتّكل الناس عليها ويتركوا الجهاد (١) .
فنتساءل لِمَ قطعها ورفعها عمر من الأذان ؟ وهل يصحّ ما علّله في هذا الأمر ؟ وهو خوف الاتّكال عليها وتقاعس الناس عن الجهاد .
الجواب : كلا فإنّ التعليل عليل ، لأنّ الجهاد والغزوات والحروب كانت أعظم وأكبر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهي أدعى إلى حذف الحيعلة الثالثة من قِبَلِ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلماذا لم يحذفها رسول الله صلىاللهعليهوآله وحذفها عمر ؟
وإنّ تعليل عمر يشبه ما علّله عثمان في إتمام الصلاة بمنى وأنّه يخاف أن يظنّ الناس أنّ صلاة القصر هي المفروضة ، فأجابه الصحابة بأنّ النبيّ كان يقصر الصلاة وينبّه على أنّ ذلك مخصوص بمنى .
فلو صحّ تعليل عمر لكان يمكنه أن يقرّ الحيعلة الثالثة وينبّه المسلمين على ضرورة الجهاد كما كان رسول الله يفعل ذلك ، هذا أوّلا .
وثانياً : لو قبلنا التعليل السابق تنزّلا لصحّت مشروعيّة الحذف لفترة معيّنة لا أن يكون تشريعاً حتّى زماننا الحاضر .
______________________
(١) حي على خير العمل : ٣٦ ، عن كتاب المنتخب للإمام الهادي إلى الحق : ٣٠ ، الأحكام ١ : ٨٤ ، تحرير الأفكار : ٥٤١ ، وقد مرّت هذه النصوص في كتابنا « حي علي خير العمل » .