وعن عمرو ، وعبد الله بن مسعود ، وأبيّ بن كعب أنّهم قرأوا ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) ورهطك المخلصين (١) .
فأمثال هذه القراءات كانت لا تعجب عمر بن الخطاب ، فحذفها مع قراءات أخرى لآيات أخرى لصحابة آخرين ، أو قل منع الأخذ بمصاحف الصحابة لما فيها من أسباب النزول ، أو لأنّها دوّنت طبقاً للتنزيل ، فكانت لا تعجبه ، فحذفها ومنعها بدعوى اختلاطها مع القرآن ، والأمر نفسه فيما نحن فيه ، فقد رفع « حيّ على خير العمل » بدعوى مخالفة تباطئهم عن الجهاد ، ووضع « الصلاة خير من النوم » بدعوى تنبيه النائمين .
فهل هذه التعاليل صحيحة وواقعية أم ادعائية سياسية ؟ فنحن لو جمعنا ما رواه مسلم قبل قليل عن زيد بن أرقم عن رسول الله في غدير خم وقوله : « إنّي تارك فيكم ثقلين ... اذكركم الله في أهل بيتي » (٢) مع ما جاء في رواية الترمذي : « إنّي تارك فيكم ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » (٣) .
______________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ٢٠٩ في مصحف عبد الله بن مسعود وأبيّ بن كعب ، وأنظر تفسير الطبري ١٩ : ١٢١ ، في قراءة عمرو بن مرة ، وفيه : ورهطك منهم المخلصين ، وكذا في صحيح البخاري ٤ : ١٩٠٢ / ح ٤٦٨٧ . وصحيح مسلم ١ : ١٩٣ / ح ٢٠٨ . والآية من سورة الشعراء ٢١٤ .
(٢) صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٣ / ح ٢٤٠٨ .
(٣) سنن الترمذي ٥ : ٦٦٣ / ح ٣٧٨٨ .