فنحن لو جمعنا هذه النصوص مع ما جاء عن ابن عباس وأنّ عمر بن الخطاب سأله في أوائل خلافته عمّا في نفس عليّ بن أبي طالب بقوله : أيزعم أنّ رسول الله نصّ عليه ؟
أجابه ابن عباس : نعم ، وأزيدك : سألت أبي عمّا يدعيه فقال : صدق .
قال عمر : لقد كان من رسول الله في أمره ذَرْوٌ من قول لا يُثْبت حجّة ، ولا يقطع عذراً ، ولقد كان يَرْبَعُ في أمره وقتاً ما ، ولقد أراد في مرضه أن يصرّح باسمه فمنعتُ عن ذلك اشفاقاً وحيطة على الإسلام ... فعلم رسول الله أنّي علمت ما في نفسه فأمسك (١) .
وقال العيني في عمدة القاري : واختلف العلماء في الكتاب الذي همّ النبيّ بكتابته ، فقال الخطابي : يحتمل وجهين بأحدهما أنّه أراد أن ينصّ على الإمامة من بعده فترتفع تلك الفتن العظيمة كحرب الجمل وصفين ...(٢) .
وقال العيني في مكان آخر : نسبة مثل هذا إلى النبيّ لا يجوز ، لأنّ وقوع مثل هذا الفعل عنه صلىاللهعليهوآله مستحيل لأنّه معصوم في كلّ حالة في صحّته ومرضه ، لقوله تعالى : ( وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ )(٣) ولقوله : إني لا أقول في الغضب والرضا إلّا حقاً .
______________________
أكتب لأبي بكر كتاباً لا يختلف عليه ! فلمّا ذهب عبد الرحمن ليقوم قال : أبى الله والمؤمنون إلّا أن يختلف عليك يا أبا بكر !
(١) شرح نهج البلاغة ١٢ : ٢١ عن أحمد بن أبي طاهر (ت ٢٨٠ هـ) في كتابه تاريخ بغداد في أخبار الخلفاء والأمراء وأيّامهم .
(٢) عمدة القاري ٢ : ١٧١ .
(٣) النجم : ٣ .