وخافوا على أنفسهم ، فيسألونا فنوضح لهم ، فيقولون : نشهد أنكم أهل العلم ، ثم يخرجون فيقولون : ما رأينا أضلّ ممن تبع هؤلاء ويقبل مقالتهم (١) .
فقد يكون في قوله تعالى : ( وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ ) ، إشارة إلى لزوم الاقتداء بالمنهج العلوي النبوي دون غيره من السبل ، وذلك لتأكيده صلىاللهعليهوآله على جملة « الضلال » في أخباره والتي تعني الابتعاد عن جادة الصراط .
إذ مَرَّ عليك قوله صلىاللهعليهوآله في حديث الثقلين « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً » والتي قالها صلىاللهعليهوآله في أكثر من مورد منها حجة الوداع (٢) ، وهو معنى اخر « اُذكركم في أهل بيتي ، اُذكركم في أهل بيتي ، اُذكركم في أهل بيتي » والذي مر تخريجه أيضاً .
وكذا فيما قاله رسول الله صلىاللهعليهوآله في رزية الخميس : « ائتوني بدواة أكتب لكم كتاباً لن تضلّوا بعدي أبداً » (٣) ، وفيما قالوه عليهمالسلام في لزوم ترك موافقة العامة جاء كل ذلك لإصرارهم على مخالفة الحق في كلّ شيء .
نتساءل ما ارتباط تلبية الحج ، والبسملة ، والصلاة على محمّد وآله ، بل كلّ شيء من الشرع الأصيل بعليّ بن أبي طالب ؟
______________________
(١) كامل الزيارات : ٥٤٣ / ضمن الحديث ٨٣٠ .
(٢) مسند أحمد ٣ : ٥٩ / ح ١١٥٧٨ ، سنن الترمذي ٥ : ٦٦٢ باب مناقب أهل البيت / ح ٣٧٨٦ ، المعجم الأوسط ٥ : ٨٩ / ح ٤٧٥٧ ، المستدرك على الصحيحين ٣ : ١١٨ / ح ٤٥٧٧ .
(٣) صحيح البخاري ٤ : ١٦١٢ باب مرض النبي ووفاته / ح ٤١٦٨ ، صحيح مسلم ٣ : ١٢٥٩ باب ترك الوصية / ح ١٦٣٧ .