بل لماذا يسعون لإبطال آثار عليّ حتى في صغريات الأمور الشرعية ومخالفة أرائه ؟
ألا تدلّ كل هذه المخالفات على أنّ كل شيء مرتبط بالإمامة وأنّهم لا يرتضون أن يستحكم منهج علي بن أبي طالب في الفقه والعقائد قبال منهج الشيخين وما اصطلحوا عليه بسنة الشيخين ألا يرشدنا قول رسول الله في حديث الثقلين بأنّ من يخالف نهج العترة في الأحكام والعقائد يعدّ ضالاً عن الطريق لقوله : « ما إنْ أخذتم بهما لن تضلّوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي » .
وعليه فمفردة « حي على خير العمل » و « الصلاة خير من النوم » ما هي إلّا نافذة من تلك النوافذ الكثيرة في الشريعة ، شأنها في ذلك شأن التكبير على الجنائز خمساً أو أربعاً (١) ، وشأن حكم الأرجل في الوضوء المسح أو الغسل (٢) ، وجواز
______________________
(١) مسند أحمد ٤ : ٣٧٠ ، شرح معاني الآثار ١ : ٤٩٤ وفيه قال زيد بن ارقم : صليت خلف أبي القاسم خليلي فكبر خمساً فلا اتركها ابدا ، وفي مسند أحمد ٥ : ٤٠٦ / ح ٢٣٤٩٥ ، شرح معاني الآثار ١ : ٤٩٤ ، تاريخ بغداد ١١ : ١٤٢ ترجمة عيسى البزاز المدني الرقم ٥٨٤٠ ، مجمع الزوائد ٣ : ٣٤ : صليت مع عيسى مولى حُذَيفة بن اليمان على جنازة فكبر عليها خمساً ثم التفت الينا فقال : ما وهمت ولا نسيت ولكن كبرت كما كبر مولاي وولي نعمتي يعني حذيفة بن اليمان ـ صلى على جنازة فكبر عليها خمساً ثم التفت إلينا فقال : ما وهمت ولا نسيت ولكني كبرت كما كبر رسول الله ، وفي تاريخ ابن خلدون ٤ : ٦٠ حكى عن الحاكم بأمر الله العبيدي في مصر بأنّه كتب سجلاً قرى على المنبر فيه : يصوم الصائمون على حسابهم ويفطرون ولا يعارض أهل الروية فيما هم عليه صائمون ومفطرون ... وصلاة الضحى وصلاة التراويح لا مانع لهم منها ولا هم عنها يدفعون ، يخمس في التكبير على الجنائز المخمسون ، ولا يمنع من التكبير عليها المربعون ، يؤذن بـ « حي على خير العمل » المؤذنون ولا يؤذن من بها لا يؤذنون ...
(٢) انظر كتابنا (وضوء النبي) بمجلداته الخمسة .