وعلى هذا الاساس لنا أن نحتمل إن كان من أهداف معاوية وأترابه من التزام وضع جملة « الصلاة خير من النوم » في الأذان هو الإشارة إلى خلافة أبي بكر في قبال إمامة أمير المؤمنين علي عليهالسلام .
كان هذا مجمل ما نريد قوله في تفسير « الصلاة خير من النوم » ، فنحن لو ضممنا الموجود عن أئمة أهل البيت في معنى « حيّ على خير العمل » ، وما قالوه عليهمالسلام في سبب رفع عمر بن الخطاب للحيعلة الثالثة ، لرجح ما يمكننا قوله في المقصود من جملة « الصلاة خير من النوم » ، وهو رأي بنظرنا قابل للأخذ والردّ ، ويحتمل الصحة والخطأ ؛ لأنّه مُبتن على قرائن وشواهد كثيرة وقفنا عليها من هنا وهناك ، وهي بمجموعها قد تعطي للنفس بعض الاطمئنان برؤيتنا ، لكنّها لا ترتقي الى الدليلية القاطعة والنصّ الصريح الذي لا محيد عن لزومه والأخذ به ، فوجهة نظرنا هذه في تفسير « الصلاة خير من النوم » ليست بمنزلة الأدلة التي سقناها عن أهداف عمر في رفع الحيعلة الثالثة من خلال نصوص أهل البيت فتلك النصوص ثابتة وهذه رؤية محتملة .
وعليه فلا يمكن الجزم بما نقوله في تفسير معنى « الصلاة خير من النوم » على وجه القطع واليقين ، بل كلّ ما نطرحه هنا هو على سبيل الاحتمال والاستفسار ، فالمأمول من اخواننا العلماء أن يعطوا رأيهم فيما كتبناه ويناقشونا فيما حررناه بعلمية وحيادية ، ويوقفونا على نقاط الضعف والقوة فيها ، شاكرين توجههم لمطالعة أمثال هكذا بحوث خلافية ، داعين لهم بما أمرنا الله ورسوله من الدعاء لإخواننا المؤمنين وجزاهم عنّا خير جزاء المحسنين .