للقارئ بأنّ اتهام عمر بوضع « الصلاة خير من النوم » لم يُكن من مخترعات الشيعة ، ولا هو وليد العصور المتأخرة على لسان أعلامنا ، كما يريدون أن يتّهموننا به ، بل إنّها دعوى جرت على لسان فقهائهم ومحدّثيهم في العصور الماضية المتقدّمة .
نعم ، انّ علماء الشيعة ـ بفرقها الثلاثة الإمامية الاثني عشرية والزيدية والإسماعيلية ـ كانوا يؤكّدون على ابتداع عمر بن الخطاب للتثويب وقد مرّت عليك نصوصهم .
كما أكّد أبو القاسم الكوفي (ت ٣٥٢ هـ) في كتابه (الاستغاثة في بدع الثلاثة) على أنّ عمر أثبت في الأذان « الصلاة خير من النوم » مرتين ، في حين هذا لم يكن على عهد رسول الله (١) .
وفي (نهج الحق) ترى تأكيد العلامة الحلي (ت ٧٢٦ هـ) على زيادة عمر « الصلاة خير من النوم » بعد موت النبيّ (٢) ، وهكذا الحال بالنسبة إلى كلمات غيرهم من الأعلام .
إذن زيادةُ عمر لهذه الجملة في الأذان أمرٌ مفروغ منه عندنا وعندهم ، والتاريخ والحديث يساعداننا للقول به ، وقد أدلينا بدلونا وأعطينا بعض أدلتنا ، وهناك قرائن وشواهد أخرى نتغاضى عن ذكرها خوفاً من الإطالة ، ولعدم ضرورة لذكرها هنا بعد هذا البحث الطويل الشاق .
______________________
(١) انظر الاستغاثة ١ : ٢٥ ـ ٢٦ .
(٢) نهج الحق : ٣٥١ .