|
وفي الباب أحاديث صحيحة كثيرة ، منها ما رواه مالك في الصلاة : عن مالك أنّه بلغه أنّ المؤذّن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائماً ، فقال : « الصلاة خير من النوم » ، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح ... وقد جاء في كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه أنّه قال : قد عملت الولاة قبلي اعمالا خالفوا فيها رسول الله صلىاللهعليهوآله متعمّدين لخلافه ناقضين لعهده مغيرين لسنته (١) . |
أما الإمام القرطبي (ت ٦٧١ هـ) فإنّه أراد أن يُردّ ما جاء في موطا مالك ، وذلك بعد أن نقل كلام أبي عمرو بن عبد البر (ت ٤٦٣ هـ) ، وما رواه عن ابن أبي شيبة (ت ٢٣٥ هـ) ، قال :
|
فما أعلم أنّ هذا روي عن عمر من جهة يحتج بها وتُعلم صحتها ، وإنّما فيه حديث هشام بن عروة عن رجل يقال له إسماعيل لا أعرفه ، قال : والتثويب محفوظ معروف في أذان بلال وأبي محذورة في صلاة الصبح للنبيّ (٢) . |
قلت : هذا أوّل الكلام ، فليس التثويبُ محفوظاً عن النبيّ ، إذ عرفت بأنّ الشافعي شكّك فيما نسب إلى أبي محذورة ، وكذب ما نسب إلى بلال ، وأنا لا أريد هنا أن أدخل في سجال ونقاش مع القرطبي ومن هو على شاكلته ، بل أريد أن أُؤكّد
______________________
(١) الاكمال في اسماء الرجال : ١٢٣ .
(٢) الجامع لأحكام القرآن ٦ : ٢٢٨ ـ ٢٢٩ .