أحدهما في إرشاد القلوب للديلمي والآخر في الاستغاثة في بدع الثلاثة للكوفي .
فقد جاء في إرشاد القلوب عن حذيفة بن اليمان في خبر طويل ، قال واشتدّت علّة رسول الله صلىاللهعليهوآله فدعت عائشة صهيباً ، فقالت : امض إلى أبي بكر وأعلمه أنّ محمّداً في حال لا يُرجى ، فهلمّ إلينا أنت وعمر وأبو عبيدة ومَن رأيتم أن يدخل معكم ، وليكن دخولكم المدينة في الليل سرّاً ، فدخل أبو بكر وعمر وأبو عبيدة ليلاً المدينة ، ورسول الله قد ثقل ...
قال : وكان بلال مؤذّن رسول الله صلىاللهعليهوآله يؤذّن بالصلاة في كلّ وقت صلاة ، فإن قدر صلىاللهعليهوآله على الخروج تحامل وخرج وصلّى بالناس ، وإن هو لم يقدر على الخروج أمر علي بن أبي طالب فصلّى بالناس ، وكان علي بن أبي طالب والفضل بن العبّاس لا يزايلانه في مرضه ذلك .
فلمّا أصبح رسول الله من ليلته تلك التي قدم فيها القوم الذين كانوا تحت يدي أُسامة ، أذّن بلال ، ثمّ أتاه يخبره كعادته ، فوجده قد ثقل ، فمُنع من الدخول إليه .
فأمرت عائشة صهيباً أن يمضي إلى أبيها فيعلمه أنّ رسول الله قد ثقل وليس يطيق النهوض إلى المسجد ، وعلي بن أبي طالب قد شغل به وبمشاهدته عن الصلاة بالناس ، فأخرج أنت إلى المسجد فصلِّ بالناس ، فإنّها حالة تهيِّئُك ، وحجّةٌ لك بعد اليوم .
قال : فلم يشعر الناس ـ وهم في المسجد ينتظرون رسول الله صلىاللهعليهوآله أو عليّاً عليهالسلام يصلّي بهم كعادته التي عرفوها في مرضه ـ إذ دخل أبو بكر المسجد ، وقال : إنّ رسول الله قد ثقل وقد أمرني أن أُصلّي بالناس ...