|
هذا يتأوّل على وجهين : أحدهما : أنّه أراد أن يكتب اسم الخليفة بعده لئلا يختلف الناس ولا يتنازعوا فيؤدّيهم ذلك إلى الضلال . والآخر : انّه صلىاللهعليهوآله قد همّ أن يكتب لهم كتاباً يرتفع معه الاختلاف بعده في أحكام الدين شفقة على أمّته وتخفيفاً عنهم ، فلمّا رأى ... (١) . |
وقال الخفاجي في « نسيم الرياض في شرح الشفا للقاضي عياض » :
« فصل فيما وقع له صلىاللهعليهوآله في مرض موته » ... (فقال بعضهم) هو عمر رضي الله تعالى عنه كما سيأتي (انّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قد غلبه) أي اشتدّ وقوي عليه (الوجع) أي ألم مرضه ، وهذا هو محل الشبهة والسؤال ، لأنّه يقتضي أنّه صلىاللهعليهوآله في حال مرضه قد يصدر عنه ما يخالف الواقع ، وقد تقدم أنّه صلىاللهعليهوآله معصوم في مرضه وصحّته وسائر أحواله ...
وقيل : إنّه ظهر لعمر رضي الله تعالى عنه أنّ ما أراد كتابته ما فيه إرشادهم للأصلع وما لم يجب لانّه صلىاللهعليهوآله لم يترك مما يجب تبليغه شيئاً ، وقد قال تعالى ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) ، وقيل : أراد كتابة أمور شرعية على وجه يرفع الخلاف بينهم ، وقال سفيان : أراد أن يبيّن أمر الخلافة بعده حتّى لا يختلفوا فيها ... (٢) .
وأخيراً نختم الكلام باحتمالين وردا في كتب الشيعة الإمامية :
______________________
(١) البخاري بشرح الكرماني ٢ : ١٢٧ باب كتابة العلم .
(٢) نسيم الرياض في شرح الشفاء ٤ : ٢٧٦ .