إن تكن ذنبا في الخير خير من أن تكون رأسا في الشر ، واعلم أنه من يحدث عنا بحديث سألناه يوما فإن حدث صدقا كتبه الله صديقا وإن حدث كذبا كتبه الله كذابا وإياك أن تشد راحلة ترحلها تأتي هاهنا تطلب العلم حتى يمضي لكم بعد موتي سبع حجج ثم يبعث الله لكم غلاما من ولد فاطمة ينبت الحكمة في صدره كما ينبت الطل الزرع قال : فلما مضى علي بن الحسين حسبنا الأيام والجمع والسنين والشهور فما زادت يوما ولا نقصت حتى تكلم محمد بن علي بن الحسين باقر العلم.
تفسير العياشي ـ عن السكوني عن جعفر عن أبيه عن علي عليهالسلام قال : الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه ، إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا فما وافق كتاب الله فخذوا به وما خالف كتاب الله فدعوه.
باب ـ نقل الحديث بالمعنى
الكافي ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن محمد بن مسلم قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أسمع الحديث منك فأزيد وأنقص قال : إن كنت تريد معانيه فلا بأس.
الكافي ـ محمد بن عيسى عن محمد بن الحسين عن ابن سنان عن داود بن فرقد قال قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إني أسمع الكلام منك فأريد أن أرويه كما سمعته منك فلا يجيء ذلك قال : فتعمد ذلك؟ قلت لا قال : تريد المعاني؟ قلت : نعم قال فلا بأس.
السرائر ـ السياري عن بعض أصحابنا ، رفعه إلى أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا أصبت يعني حديثنا فأعرب عنه بما شئت وقال بعضهم : لا بأس إن نقصت أو زدت أو قدمت أو أخرت إذا أصبت المعنى وقال : هؤلاء يأتون الحديث مستويا كما يسمعونه وإنا ربما قدمنا وأخرنا وزدنا ونقصنا فقال : ذلك زخرف القول غرورا إذا أصبتم المعنى فلا بأس.
بيان ـ قال المجلسي : الإعراب الإبانة والإفصاح وضمير بعضهم راجع إلى الأئمة عليهمالسلام وفاعل قال في قوله (قال هؤلاء) أحد الرواة.
وفي قوله : فقال (الإمام) قوله : ذلك أي الذي ترويه العامة زخرف القول ، أي الأباطيل المموهة من زخرفه إذا زينه يغر به الناس أو هو داخل في قوله تعالى في شأن المبطلين (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً). والحاصل أن أخبارهم موضوعة مصنوعة وإنما يزينونها ليغتر بها الناس.