ينبغي أن يصمت إذا صمتنا وينطق إذا نطقنا. واعلم أن أخبار هذا الباب ترجع إلى أخبار الباب السابق وتوهم بعض المحدثين من هذه الأخبار جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة وهو خطأ فإن المراد من تأخير البيان عن وقت الحاجة كون الشخص مكلفا بتكليف لم يبين له في وقته مع وجوبه عليه وهذا ممتنع عند كل من منع من تكليف ما لا يطاق وإنما المقصود من هذه الأخبار أن جواب المسألة قد يكتم تقية أو لعدم المصلحة أو لكون السائل ليس له أهلية فيكون التكليف بما كتم عنه ساقطا بلا مرية إذ (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) ولا تكليف إلا بعد البيان.
باب ـ بطلان تكليف ما لا يطاق
قال الله تعالى (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) وقال تعالى : (لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) وقال تعالى : (وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ).
الكافي ـ العدة عن أحمد بن محمد البرقي عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : الله أكرم من أن يكلف الناس ما لا يطيقون والله أعز من أن يكون في سلطانه ما لا يريد. وبالإسناد عن علي بن الحكم عن أبان الأحمر عن حمزة بن الطيار عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث قال : وكذلك إذا نظرت في جميع الأشياء لم تجد أحدا في ضيق ولم تجد أحدا إلا ولله عليه الحجة إلى أن قال : وما أمروا إلا بدون سعتهم وكل شيء أمر الناس به فهم يسعون له ، وكل شيء لا يسعون له فهو موضوع عنهم.
التهذيب ـ الحسين بن سعيد عن زرعة عن سماعة قال : سألته عن المريض لا يستطيع الجلوس قال : فليصل وهو مضطجع ، لو وضع على جهته شيئا إذا سجد فإنه يجزي عنه ولن يكلفه الله ما لا طاقة له به.
التوحيد والخصال : العطار عن سعد بن يزيد عن حماد عن حريز عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : رفع عن أمتي تسعة الخطأ والنسيان ما أكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه والحسد والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة وبهذا المضمون جملة من الأخبار.
المحاسن ـ عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ما كلف الله العباد إلا ما يطيقون إنما كلفهم في اليوم والليلة