قومه (وَكَفَرَتْ طائِفَةٌ) أي : منهم ، وأصل الطائفة : القطعة من الشيء ، وذلك أنه لما رفع تفرق قومه ثلاث فرق :
فرقة قالوا : كان الله فارتفع.
وفرقة قالوا : كان ابن الله فرفعه إليه.
وفرقة قالوا : كان عبد الله ورسوله فرفعه إليه ، وهم المؤمنون.
واتبع كل فرقة منهم طائفة من الناس فاقتتلوا ، وظهرت الفرقتان الكافرتان على الفرقة المؤمنة حتى بعث الله تعالى محمدا صلىاللهعليهوسلم فظهرت الفرقة المؤمنة على الكافرة فذلك قوله تعالى : (فَأَيَّدْنَا) أي : قوينا بعد رفع عيسى عليهالسلام (الَّذِينَ آمَنُوا) أي : أقروا بالإيمان المخلص (عَلى عَدُوِّهِمْ) أي : الذين عادوهم لأجل إيمانهم (فَأَصْبَحُوا) أي : صاروا بعد ما كانوا فيه من الذل (ظاهِرِينَ) أي : عالين غالبين قاهرين في أقوالهم وأفعالهم لا يخافون أحدا ولا يستخفون منه ، وروى المغيرة عن إبراهيم قال : فأصبحت حجة من آمن بعيسى عليهالسلام ظاهرة بتصديق محمد صلىاللهعليهوسلم أن عيسى عليهالسلام كلمة الله وعبده ورسوله. وقول البيضاوي تبعا للزمخشري عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من قرأ سورة الصف كان عيسى مصليا عليه مستغفرا له ما دام في الدنيا وهو يوم القيامة رفيقه» (١) حديث موضوع.
__________________
(١) ذكره الزمخشري في الكشاف ٤ / ٥٢٩.