بفتح الياء والباقون بضمها وهما لغتان يقال : زلقه يزلقه زلقا ، وأزلقه يزلقه إزلاقا.
وقال ابن قتيبة : ليس يريد أنهم يصيبونك بأعينهم كما يصيب العائن بعينه ما يعجبه ، وإنما أراد أنهم ينظرون إليك. (لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ) أي : القرآن نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء يكاد يسقطك ، وقال الزجاج : يعني من شدة عداوتهم يكادون بنظرهم نظر البغضاء أن يصرعوك (وَيَقُولُونَ) أي : قولا لا يزالون يجددونه حسدا وبغضا على أنهم لم يزدهم تمادي الزمان إلا حنقا (إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ) أي : ينسبونه إلى الجنون إذا سمعوه يقرأ القرآن.
فأجابهم الله تعالى بقوله سبحانه : (وَما هُوَ) أي : القرآن (إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) قال ابن عباس : موعظة للمؤمنين ، قال الجلال المحلي : الإنس والجن ، وظاهره : إخراج الملائكة ، وهو ما جرى عليه في شرحه على جمع الجوامع ، وظاهر الآية : أنه أرسل لجميع الخلائق ، وهو كما قال بعض المتأخرين : الظاهر ، ويدل له قول البيضاوي لما جننوه لأجل القرآن بين أنه ذكر عام لا يدركه ولا يتعاطاه إلا من كان أكمل الناس عقلا وأثبتهم رأيا ، وقول البيضاوي تبعا للزمخشري عن النبي عليه الصلاة والسلام : «من قرأ سورة القلم أعطاه الله ثواب الذين حسن الله أخلاقهم» (١) حديث موضوع.
__________________
(١) ذكره الزمخشري في الكشاف ٤ / ٦٠١.