تنبيه : ينظرون حال من يضحكون ، أي : يضحكون ناظرين إليهم وإلى ما هم فيه من الهوان. وقال كعب : بين الجنة والنار كوى ، إذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدوّ له كان في الدنيا اطلع عليه من تلك الكوى كما قال تعالى : (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) [الصافات : ٥٥] فإذا اطلعوا من الجنة على أعدائهم وهم يعذبون في النار ضحكوا.
قال الله تعالى : (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ) أي : هل جوزوا (ما كانُوا يَفْعَلُونَ) أي : جزاء استهزائهم بالمؤمنين ، ومعنى الاستفهام ههنا : التقرير ، وثوّبه وأثابه بمعنى واحد إذا جازاه. قال أوس (١):
سأجزيك أو يجزيك عني مثوّب |
|
وحسبك أن يثنى عليك وتحمدي |
وقرأ الكسائي وهشام بإدغام اللام في الثاء والباقون بالإظهار. وقول البيضاوي تبعا للزمخشري إنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «من قرأ سورة المطففين سقاه الله تعالى من الرحيق المختوم يوم القيامة» (٢). حديث موضوع.
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو في ديوان أوس بن حجر ص ٢٦.
(٢) ذكره الزمخشري في الكشاف ٤ / ٧٢٥.