الآية ، * ت* : وهذا التأويل غير صحيح ، والأول هو الصواب ـ إن شاء الله ـ ؛ للحديث الصحيح ؛ فقد روى النعمان بن بشير ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الدّعاء هو العبادة». وقرأ : (وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ) (١) رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والحاكم وابن حبّان في «صحيحيهما» ؛ وقال الترمذيّ ، ـ واللفظ له ـ : حديث حسن صحيح ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، انتهى من «السّلاح» والدّاخر ، الصّاغر الذّليل.
(اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهارَ مُبْصِراً إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (٦١) ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (٦٢) كَذلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كانُوا بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ (٦٣) اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَراراً وَالسَّماءَ بِناءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ ذلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَتَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٦٤) هُوَ الْحَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٦٥) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ لَمَّا جاءَنِي الْبَيِّناتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٦٦)
وقوله تعالى : (اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ...) الآيات ، هذا تنبيه على آيات الله وعبره ، متى تأمّلها العاقل أدّته إلى توحيد الله سبحانه ، والإقرار بربوبيّته ، و (تُؤْفَكُونَ) معناه : تصرفون عن طريق النظر والهدى ، (كَذلِكَ يُؤْفَكُ) أي : على هذه الهيئة وبهذه الصفة صرف الله تعالى الكفّار الجاحدين بآيات الله من الأمم المتقدّمة عن طريق الهدى.
(هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦٧) هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(٦٨)
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٥ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥) كتاب «تفسير القرآن» باب : ومن سورة المؤمن ، برقم : (٣٢٤٧) ، وابن ماجه (٢ / ١٢٥٨) ، كتاب «الدعاء» باب : فضل الدعاء ، برقم : (٣٨٢٨) ، وأحمد (٤ / ٢٦٧ ، ٢٧١ ، ٢٧٦ ، ٢٧٧) ، والطيالسي (١ / ٢٥٣) كتاب «الأذكار والدعوات» باب : ما جاء في فضل الدعاء وآدابه ، برقم : (١٢٥٢) ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ٤٩١) كتاب «الدعاء» ، وابن حبان (٨ / ٣٢) ـ الموارد باب : ما جاء في فضل الدعاء ، برقم : (٢٣٩٦).
قال الحاكم : حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقد رواه شعبة ، وجرير عن منصور عن ذر.
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.