وحسن تدبيره في ادّخاره الميرة ، وحسن كيده في حبس أخيه ، وحسن ردّه على إخوته بضاعتهم ، وحسن عفوه عنهم ، ولاشتماله على حسن اختيار زليخا والنسوة والملك ، وحسن توبة إخوة يوسف ، وحسن اعترافهم واعتذارهم ، وحسن عاقبة الجميع ، وحسن ذكر الله إيّاهم. (١) والقول الأول الأصحّ ؛ لقوله : (بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ).
عن مصعب بن سعد ، عن أبيه ، قال : أنزل الله تعالى القرآن على رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فتلاه عليهم زمانا ، فقيل : يا رسول الله ، لو قصصت علينا ، فأنزل الله تعالى : (الر تِلْكَ ...) الآية ، فتلا عليهم زمانا ، قيل : يا رسول الله ، لو حدّثتنا ، فأنزل : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ...) الآية [الزمر : ٢٣]. وروي فقيل : لو خوّفتنا ، فأنزل : (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا ...) الآية [الحديد : ١٦]. (٢)
(وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ) : أي : من قبل الوحي إلا (٣) غافلا عن هذه (٤) الأنباء.
٤ ـ (يا أَبَتِ) : الفراء (٥) : كانت ها وقفة ، واستجازوا تحريكها ، كتحريك هاء الندبة ، ثم قلبوها تاء كهاء التأنيث ، فأدخلوها عليها ، الإضافة بالكسر ، والندبة بالفتح. (٦) وقيل : التاء عوض عن ياء المتكلّم ؛ لأنّها لا تثبت مع الياء. (٧) وإنّما جمع جمع العقلاء (٨) لاعتبار فعل العقلاء ، وهو السّجود ، أو لأنّ تأويله : أبواه وإخوته. (٩)
٥ ـ (لا تَقْصُصْ) : لأنّه علم غيرتهم ومنافستهم في (١٠) طريق المشاهدة ، أو من طريق (١١) القياس على أمر أخيه" عيصو".
__________________
(١) ينظر : تفسير القرطبي ٩ / ١٢٠ ، وقصص الأنبياء المسمى عرائس المجالس ٩٤ ، وفتح القدير ٣ / ٥ ، وفتح البيان ٦ / ٢٨٥.
(٢) ينظر : مسند أبي يعلى (٧٤٠) ، والإحسان في تقريب صحيح ابن حبان ١٤ / ٩٢ (٦٢٠٩) ، والبزار (٣٢١٨) وفيه زيادة بعد قوله : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ...) : كل ذلك يؤمرون بالقرآن ، وبدلا من (لو خوفتنا): (لو ذكرتنا).
(٣) ساقطة إلا من ع.
(٤) ع : هذا.
(٥) ساقطة من ك وع.
(٦) ينظر : معاني القرآن للفراء ٢ / ٣٢.
(٧) ينظر : التبيان في إعراب القرآن ٢ / ٧٢١ ، والبحر المحيط ٦ / ٢٣٦ ، واللباب في علوم الكتاب ١١ / ١٠.
(٨) أ : للعقلاء.
(٩) ينظر : تفسير الطبري ٧ / ١٤٩ ، وتفسير البغوي ٣ / ٣٤٦ ، وتفسير الخازن ٢ / ٥١١ ـ ٥١٢ ، واللباب في علوم الكتاب ١١ / ١٢.
(١٠) لعلها : من ، لتناسب ما بعدها.
(١١) (المشاهدة أو من طريق) ساقطة من أ.