وكذا أنزل علينا لآمنّا ، أو كان المؤمنون قالوا على سبيل الاشتهاء والحرص : لو أنّ قرآنا كذا وكذا أنزل إلى (١) هؤلاء المشركين لآمنوا.
(سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ) : نحّيت عن مواضعها لبرز ما تحت الأرض.
(أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ) : السير فيها على غير العادة ، والتشديد للتكثير والتّكرار. وقيل : تفجير الينابيع والقنوات والأنهار فيها.
(أَفَلَمْ يَيْأَسِ) : أفلم يعلم؟ وقال الفراء : أفلم يقنط؟ (٢)
(قارِعَةٌ) (١٧٤ و) : مصيبة وداهية ، مثل : يوم بدر ، وهلاك المستهزئين والقحط.
(أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ) : بدر الصغرى ، وافتتاح خيبر وفدك ، وغزوة المريسيع والحديبية ، ونحوها.
(وَعْدُ اللهِ) : فتح مكّة.
ويحتمل : أنّ المراد بالقوارع : إغارة خالد بن الوليد (٣) ، والمثنى بن حارثة (٤) ، وسعد بن أبي وقاص (٥) على تخوم أرض العجم ، وإغارة خالد (٦) ، وأبي عبيدة بن الجراح وغيرهما على أطراف نواحي الروم ، وإغارة سائر الغزاة على سائر أطراف بلاد الترك ، وحلولها قريبا من دارهم ، شحن الثغور بترتيب الجيوش فيها ، ووعد الله أن يتمّ نوره ، ويظهره على الدين كلّه ، ولو كره المشركون.
٣٣ ـ (أَفَمَنْ هُوَ) : حذف جوابه اكتفاء ؛ لأنّه يدلّ على الخبر بصفته ، تقديره : أفمن هذه صفته ، كمن ليست هذه صفته ، أو : أفمن هذه صفته خير وأحقّ بأن يعبد أم من ليست هذه صفته ، كقوله : (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ) [الزمر : ٩] بالتخفيف.
(قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ) : هو تولّي كلّ نفس بتمكينه من كسب ما خلق له ،
__________________
(١) ع : على.
(٢) أنكر الفراء في كتابه معاني القرآن ٢ / ٦٣ ـ ٦٤ أن يكون يئس بمعنى علم على ما عليه كثير من أهل اللغة والتفسير ، وأنه لم يسمع أحد من العرب يقول : يئست بمعنى علمت. وينظر : البحر المحيط ٥ / ٣٩٢.
(٣) أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي ، سيف الله المسلول ، توفي بحمص سنة ٢١ ه. ينظر : معجم الصحابة ١ / ٢٤٧ ، ورجال مسلم ١ / ١٨٢ ، وتهذيب التهذيب ٣ / ١٢٤.
(٤) المثنى بن حارثة بن سلمة الشيباني ، توفي سنة ١٤ ه قبل القادسية. ينظر : مشاهير علماء الأمصار ٣٦ ، والإصابة ١ / ٣٦١ ، وموسوعة حياة الصحابة ٦ / ٣٢٦١.
(٥) أبو إسحاق سعد بن مالك بن وهيب القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنة ، توفي بالعقيق سنة ٥٠ ه. ينظر : الكنى والأسماء ١ / ٣٣ ، وتهذيب الأسماء واللغات ١ / ٢١٣ ، وموسوعة حياة الصحابة ٣ / ١٢٤٣.
(٦) ك : خالد بن الوليد.