وتيسيره ، ومدّه في ذلك على سبيل التوفيق أو الخذلان.
(قُلْ سَمُّوهُمْ) : يجوز أن يكون على سبيل التهديد ، كقوله : (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) [فصلت : ٤٠] و (اسْتَفْزِزْ) [الإسراء : ٦٤] ، ويجوز أن يكون على سبيل التحدي بالتعيين ؛ لأنّ التعيين إنّما يكون بالإشارة إلى الذات ، أو إلى الفعل ، أو لتحذير الوصف ، وكانوا لا يقدرون على شيء من ذلك ؛ لأنّ إشارتهم لو وقعت إلى ذات لوقعت إلى جماد لا يستحقّ العبادة ، ولو وقعت إلى فعل لوقعت إلى أفعال الله تعالى ، وهم معترفون بذلك ، ولو قصدوا تحذيرا بالوصف لأحالوا كلامهم إلى مجهول.
(أَمْ تُنَبِّئُونَهُ) : مكان ألف الاستفهام على سبيل الإنكار ، أي : أتنبئون الله بما خفي عليه. وقيل : أم بمعنى بل ، (١) أي : بل تنبئون الله بلا شيء على سبيل الإحالة ، أم بظاهر يترتّب على أم الأولى.
٣٤ ـ (أَشَقُّ) : أكثر مشقة وعناء.
٣٥ ـ (مَثَلُ الْجَنَّةِ) : صفة الجنّة التي وعدها (٢) المتّقون.
٣٦ ـ (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) : عن ابن عباس : أنّهم عبد الله بن سلام ، وأصحابه فرحوا بنزول تسمية الرحمن. (٣)
٣٧ ـ (وَكَذلِكَ) : إشارة (بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) والضمير عائد إلى القرآن ، وإنّما وصف بأنّه حكم لتضمنّه الأحكام.
(عَرَبِيًّا) : بلغة العرب ، وعبارتهم ، ويجوز أن يكون موصوفا (١٧٤ ظ) بأنّه عربيّ ؛ لمكان الحج والغزو والنحر والقصاص وبيعة الإمامة والأذان والخطبة وهذه الأشياء شعار العرب ، وهم معنيون ، والناس كالأتباع لهم.
٣٨ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا) : نزلت في تعجب المشركين من كون رسول الله بشرا مثلهم ، وفي تعجّبهم من تأخير العذاب ، والآيات الملجئة ، فنفى الله تعالى وجه تعجيبهم ، وأخبر بسنّته فيمن (٤) مضى من المرسلين والرسل.
واتصال قوله : (إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ)
__________________
(١) ينظر : الكشاف ٢ / ٥٠٠ ، والبحر المحيط ٦ / ٣٩٣ ، والمجيد في إعراب القرآن المجيد (١٧٨).
(٢) ع : وعد.
(٣) ينظر : زاد المسير ٤ / ٢٥٦ عن ابن عباس : أنهم مسلمو اليهود ، وعن قتادة : هم عبد الله بن سلام وأصحابه.
(٤) ك : فيما.