(وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ) : وهم يكفرون ، كفرهم إنكارهم تسمية الرحمن ، وأنّه هو الذي يذكر آلهتهم بالسوء. ويحتمل : أنّها في معنى قوله : (وَكَيْفَ أَخافُ ما أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ) [الأنعام : ٨١].
٣٧ ـ (مِنْ عَجَلٍ) : من طين ، إنّما عبّر للتجنيس اللفظي. وقيل : هو مجاز ، كما يقال : خلق فلان من الرفق والحكمة ، وفلان من الخرق والطيش ، (١) وهذه حروف مؤخرة لما بعدها في التقدير مقدّمة في التلاوة.
٤٠ ـ (تَأْتِيهِمْ) : عائدة إلى الإناث ، وفي قوله : (سَأُرِيكُمْ آياتِي).
٤٢ ـ (يَكْلَؤُكُمْ) : يحفظكم ويحرسكم.
(بَلْ) : للإضراب.
٤٣ ـ (يُصْحَبُونَ) : يحفظون من قولك : صحبك الله ، أي : حفظك ، وقال المازني : هو من الإصحاب وهو المنع. (٢)
٤٤ ـ (حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) : أراد أحد أشياء ثلاثة (٣) : إمّا التنبيه على قساوة القلب باعتياد الكفر والإنكار ، فإنّ طول العمر على عادة واحدة مما يؤكّد العادة (٤) ، وإمّا التنبيه على بلوغهم نهاية الأجل ، فإنّ الشيء إذا طال بلغ نهايته ، وإذا بلغ نهايته انقضى. (٥)
٤٦ ـ (نَفْحَةٌ) : فورة من الخير والشرّ ، ونفح الريح : بردها ، ونفح العرق إذا (٦) نعر ، ونفحت أردان (٧) الجارية بالمسك ، وفلان نفّاح بالخير.
٤٧ ـ (الْقِسْطَ) : صفة الموازين.
(خَرْدَلٍ) : حبّ في حجم (٨) بزر قطونا في غاية الحراقة ، يتغرغر به من في دماغه فضل
__________________
(١) ينظر : معاني القرآن وإعرابه ٣ / ٣٩٢ ، وتهذيب اللغة ٣ / ٢٣٤٠ ، وزاد المسير ٥ / ٢٥٩.
(٢) ينظر : تهذيب اللغة ٢ / ١٩٧٩ من غير نسبة.
(٣) ك : ثلاث مئة.
(٤) ع : العبادة.
(٥) ذكر ثنتين فقط ، ولم يذكر الثالثة.
(٦) ع : إذا أراد.
(٧) الأصول المخطوطة : أراد أن. والردن : بالضم أصل الكمّ. القاموس المحيط ١ / ١٥٤٨ ، وقد جاء في اللسان ٢ / ٦٢٣ قول الشاعر :
لقد عالجتني بالقبيح وتوبها |
|
جديد ومن أردانها المسك ينفح |
(٨) ك : جحيم. وبزر القطونا : حبّة يستشفى بها. لسان العرب ١٣ / ٣٤٤.