رطوبة ، والمراد به القلّة (١) على ما يتعارفه الناس.
٤٨ ـ (وَضِياءً) : ونورا.
(لِلْمُتَّقِينَ) : أنبياء بني إسرائيل ، ومن سلك منهاجهم. وكان دانيال الحكيم عليهالسلام منهم. عن عبد الله بن أبي الهذيل (٢) قال : ضرّى بختنصر أسدين ، وألقاهما في جبّ ، وجاء بدانيال ، فألقاه عليهما (٣) ، فلم يهيّجاه ، فمكث ما شاء الله ، ثمّ اشتهى ما يشتهي الآدميون من الطعام والشراب ، فأوحى الله إلى أرميّا عليهالسلام أن اتخذ طعاما وشرابا لدانيال (٤) ، فقال : يا ربّ ، أنا بالأرض المقدسة ، ودانيال بأرض بابل من أرض العراق (٥) ، فأوحى الله إليه أن اتخذ ما أمرنا ، سنرسل إليك من يحملك ، ويحمل ما أعددت ، ففعل ، فأرسل الله إليه من حمله ، وحمل ما أخذ حتى وقف على رأس الجبّ ، فقال دانيال : من هذا؟ قال : أرميّا ، قال : ما جاء بك؟ (٢٢٠ و) قال : أرسلني إليك ربّك عزوجل ، قال : وقد ذكرني؟ قال : نعم (٦) ، قال : الحمد لله الذي لا ينسى من ذكره ، والحمد لله الذي لا يخيّب من رجاه ، والحمد لله الذي من وثق به لم يكله إلى غيره ، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانا ، والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة ، والحمد لله الذي يكشف ضرّنا بعد كربنا ، والحمد لله الذي هو ثقتنا حين يسوء ظنّنا بأعمالنا (٧) ، والحمد لله الذي هو رجاؤنا حين تنقطع الحيل عنّا.
٥١ ـ (إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ) : موسى وهارون. وقيل : أراد تقديم الرشد على النبوّة والرسالة. (٨)
٥٢ ـ (التَّماثِيلُ) : جمع واحدها تمثيل وتمثال ، فالأوّل مصدر ، والثاني الصّنم ، بمثالة التمساح.
عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان آزر يصنع أصناما يبيعها ، يطبع عليها بطابعه ، فكلّ صنم يوجد ليس عليه طابع آزر. روي : أنّه خلاف لما أمر به الملك وقبل عليه ، فكان آزر يبعث بها ، فيطاف بها في الأسواق والقرى التي حولهم ، فيبيعون ، ويرجعون إليه بالأثمان ، ويبعث مع
__________________
(١) ك : القلم.
(٢) أبو المغيرة عبد الله بن أبي الهذيل العنزي الكوفي التابعي ، توفي في ولاية خالد القسري على العراق. ينظر : الطبقات الكبرى ٦ / ١١٥ ، والتاريخ الكبير ٥ / ٢٢٢ ، وصفة الصفوة ٣ / ٣٣.
(٣) أ : عليهم.
(٤) الأصل وأ : بالدانيال ، وهذا من ك وع.
(٥) (فأوحى الله إلى أرميا ... أرض العراق) ، مكرر في ع.
(٦) ع : هم.
(٧) (والحمد لله الذي يجزي ... ظننا بأعمالنا) ، ساقطة من ع.
(٨) ينظر : تفسير الماوردي ٣ / ٤٥٠ ، واللباب في علوم الكتاب ١٣ / ٥١٧.