استأذن ثلاثا ، فلم يؤذن له ، فليرجع» ، فقال له : أقم بيّنة وإلا أوجعتك ، فقال أبو سعيد : فأتانا أبو موسى وهو مذعور فزع ، قال : جئت أستشهدكم ، فقال أبيّ بن كعب : اجلس ، لا يقوم معك إلا أصغر القوم ، قال أبو سعيد : فكنت أصغر القوم ، فشهدت له عند عمر : أنّ رسول الله عليهالسلام قال : «من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له ، فليرجع (١)». (٢)
٢٨ ـ (فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيها أَحَداً) : أي : فإن تؤنسوا ، ولم تحسّوا صوت أحد.
(هُوَ أَزْكى لَكُمْ) : أي : الأخذ بهذا الحكم أزكى.
٢٩ ـ عن محمد بن الحنفية في قوله : (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ) : قال (٣) : هي الخانات تكون على الطريق ينزلها الناس ، وبيوت السوق. (٤) وقالت عائشة : هي بيوت التجّار لا إذن فيها. (٥) وقال جابر بن زيد : لم يعن بالمتاع الجهاز ، ولكن ما سواه من حاجة ، إمّا منزل ينزله قوم في ليل أو نهار ، أو دار ينظر إليها رجل ، أو خربة يدخلها رجل لحاجة ، فهذا المتاع الذي ذكر الله عزوجل ، وكلّ منافع الدنيا متاع. (٦)
٣٠ ـ (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) : الغضّ في اللغة : النقص ، وغض الطرف : خفضه وتقليل الالتفات ، وغضّ الصوت : خفضه وتقليله. (٧) وعن عليّ : أنّ النبيّ عليهالسلام قال له : «يا عليّ ، إنّي أحبّ لك ما أحبّ لنفسي ، وأكره لك ما أكره لنفسي ، لا تتبعنّ النظرة الأولى». (٨)
(ذلِكَ) : أي : العفاف.
٣١ ـ (إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) : قال ابن عمر : ما ظهر منها : الكفّان والوجه (٩). وقال ابن عباس : الوجه والكفّ والخاتم. (١٠) وقال ابن مسعود : هي القرط والدملج والخلخال والقلادة. (١١) يعني : مواضع هذه الزينة ، ولهذا قلنا : لا بأس للرجل أن ينظر إلى ذوات المحارم إلى
__________________
(١) ساقطة من أ.
(٢) أخرجه البخاري في الصحيح (٢٠٦٢) ، ومسلم في الصحيح (٢١٥٣) ، وأبو داود في السنن (٥١٨٠) ، والبزار في المسند ٨ / ١٣.
(٣) أ : قالوا.
(٤) ينظر : تفسير الطبري ٩ / ٣٠٠ ، والدر المنثور ٦ / ١٦١.
(٥) هو جزء من حديث لعائشة رضي الله عنها أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (١٤٣٦٢).
(٦) الناسخ والمنسوخ للنحاس ١ / ٥٨٩ ، والقرطبي ١٢ / ٢٢١.
(٧) ينظر : تهذيب اللغة ٣ / ٢٦٧٢ ، ومقاييس اللغة ٤ / ٣٨٣ ، والكليات ٦٧١.
(٨) أخرجه بهذا المعنى البزار في مسنده ٢ / ٢٨١ ، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٣ / ١٥ ، وابن عبد البر في الاستذكار ٨ / ٣٨٨.
(٩) ك : الوجه والكفان. وينظر : سنن البيهقي ٢ / ٢٢٦ ، والمحلى ٣ / ٢٣٢ ،
(١٠) ينظر : مصنف ابن أبي شيبة ٣ / ٥٤٦ ، والتمهيد لابن عبد البر ٦ / ٣٦٨ ، والمحلى ٣ / ٢٣١ ـ ٢٣٢.
(١١) ينظر : معاني القرآن للنحاس ٤ / ٥٢١ ، والمعجم الكبير للطبراني (٩١١٦) ، والدر المنثور ٦ / ١٦٥.