٥٤ ـ ونزل (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا) : تتولّوا.
(وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) : أي : وإن تطيعوا الله ورسوله تهتدوا من الضلالة.
(وَما عَلَى الرَّسُولِ)(١) : محمد.
(إِلَّا الْبَلاغُ) : بالرسالة.
(الْمُبِينُ) : يبيّن لكم.
وذكر الضحاك : أنّ هذه الخصومة كانت بين عليّ وبين المغيرة بن وائل. (٢)
٥٥ ـ (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) : قال الكلبيّ : إنّ عثمان في جملة الموعود لهم الاستخلاف.
(وَمَنْ كَفَرَ) : أي : كفر النعمة التي ضدّه الشكر ، ولا شكّ أنّ عثمان من جملة الخلفاء الراشدين. وقيل : أراد بالكفر الشرك الذي هو ضدّ الإيمان ، وكذلك المراد بالفسق (٣) ، كما في قصة إبليس.
وأوّل من نقض عهد الخلافة وغيّرها وبدّلها قوم عثمان حين استحوذوا عليه ، واستضعفوه ، وتسلّطوا على عباد الله ، وصدقت فراسة عمر بن الخطاب ، فزوّدوا مروان بن الحكم كتابا ، وختمه بخاتمه ، وبعث به غلامه على ناقته إلى أن تمّ سعيه في دمه ، وما الله بغافل عمّا يعمل الظالمون.
وعن عليّ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول لعثمان : «لو أنّ لي أربعين بنتا لزوّجتك (٤) واحدة بعد واحدة». (٥) وسأل قوم الحسن بن عليّ (٦) عن عثمان بن عفان؟ فقال : اجلسوا حتى يخرج أمير المؤمنين ، فخرج عليّ رضي الله عنه ، فسألوه ، فقال : كان عثمان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، ثمّ اتّقوا وآمنوا ، ثم اتّقوا وأحسنوا. (٧) وعن عبد خير (٨) قال : وضّأت
__________________
(١) الأصول المخطوطة : رسولنا.
(٢) ينظر : اللباب في علوم الكتاب ١٤ / ٣٣٢ ، والتفسير الحديث ٨ / ٤٣١.
(٣) في قوله تعالى : (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ).
(٤) ك : زوجتك.
(٥) ينظر : الكامل في ضعفاء الرجال ٧ / ٢٣ ، وأسد الغابة ٣ / ٣٧٧ ، وميزان الاعتدال في نقد الرجال ٧ / ٣٧.
(٦) أبو محمد سبط وريحانة رسول الله صلىاللهعليهوسلم الحسن بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي ، سيد شباب أهل الجنة ، توفي سنة (٤٨ ه) وفي وفاته أقوال كثيرة. ينظر : نسب قريش ٤٦ ، والعقد الثمين ٤ / ١٥٧ ، وتاريخ الخلفاء ١٨٩ ، والإصابة ١ / ٣٢٨.
(٧) ينظر : مصنف ابن أبي شيبة ٦ / ٣٦٤ ، وحلية الأولياء ٧ / ٢٢٤ ، وتاريخ دمشق ٣٩ / ٤٦٥.
(٨) أبو عمارة عبد خير بن يزيد ، ويقال : ابن محمد ، بن خولي ابن الصائد الهمداني الكوفي ، أدرك زمن النبي صلىاللهعليهوسلم ولم يلقه ، كان من كبار أصحاب علي ، عمّر ١٢٠ سنة. ينظر : والاستيعاب ٣ / ١٠٠٥ ، وتاريخ بغداد ١١ / ١٢٤ ـ ١٢٥ ، وتهذيب الكمال ١٦ / ٤٦٩.