المستهزئين ، (١) وبما كان يخبر رسول الله من الغيب ، مثل أخبار ليلة الإسراء ، (٢) وأكل الأرضة صحيفة (٣) قريش لّما تكاتبت (٤) على بني هاشم حين أبوا أن يدفعوا رسول الله إليهم ، وذلك أنّهم كانوا يتّهمون رسول الله أنّه يتعلّم من جبر ويسار وعائش ، (٥) فبرّأه الله تعالى مرّة بقوله : (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ)، ومرّة بقوله : (لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) [النحل : ١٠٣] ، فلمّا نبّههم على هذا رموه بالشعر والسحر والكهانة.
وقوله : (إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً) : ترغيب وتعريض بقبول التوبة إن تابوا.
٧ ـ (وَقالُوا (٦) ما لِهذَا الرَّسُولِ) : عن الكلبيّ ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس : أنّ نفرا من قريش ، وهم ستة عشر رجلا ، وهم المقتسمون : ثلاثة نفر من بني عبد شمس : حنظلة (٧) بن أبي سفيان ، وشيبة وعتبة ابنا ربيعة ، وسبعة (٨) من بني مخزوم : أبو جهل ، والعاص بن وائل ، وأبو قيس بن الوليد ، وقيس بن الفاكه (٩) ، وزهير بن أبي أمية ، وهلال بن الأسد ، والسائب بن صيفي (١٠) ، ورجلان من بني أسد : أبو البختريّ ، وعبد الله بن أبي أمية ، ورجل من بني عبد الدار وهو النضر بن الحارث ، ورجل من بني سهم وهو نبيه بن الحجاج ، ورجلان من بني (١١) جمح : أميّة بن خلف ، وأوس بن المغيرة ، اجتمعوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم عند الكعبة قد توافقوا على الكفر ، وبعثوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليكلّموه ، فجاءهم مسرعا ، وهو يظنّ أنّه قد بدا (١٢) لهم فيه بداء ، وكان حريصا عليهم يحبّ (١٣) رشدهم وهداهم ، فلمّا جلس إليهم قالوا : يا محمد ، قد بعثنا إليك
__________________
(١) إشارة إلى قوله تعالى : (إِنَّا كَفَيْناكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (٩٥)) [الحجر : ٩٥]. وينظر : الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ٢ / ٦٠٥ ـ ٦١٧.
(٢) ينظر : دلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٣٥٤ وما بعدها ، وفضائل بيت المقدس ١ / ٧٣ وما بعدها ، وسبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ٣ / ١١٣ وما بعدها ، وغيرها.
(٣) أ : صحيحة.
(٤) الأصول المخطوطة : تكاتب.
(٥) سبق في تفسير آية النحل ١٠٣.
(٦) الأصول المخطوطة : فقالوا.
(٧) ك : بن حنظلة.
(٨) الأصول المخطوطة : سبع ، ينظر : كتب التخريج.
(٩) أ : الفاكهة.
(١٠) في كتاب المحبر ١٦٠ : صيفي بن السائب.
(١١) ساقطة من ع.
(١٢) ع : ساقط جزء من الكلمة ، وهو بد.
(١٣) أ : يحيف.