وعن ابن مسعود (١) قال : إنّ لله ملكا ، يقال له : صندفيل ، البحار كلّها في نقرة إبهامه. (٢) وعنه عليهالسلام قال : «أذن لي أن أحدّث عن ملك من حملة العرش ، رجلاه في الأرض السّفلى ، وعلى قرنيه العرش ، وبين شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطّير سبع مئة سنة ، يقول ذلك الملك : سبحانك حيث كنت». (٣)
٨ ـ (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) : كمن يعرف الخير من الشّرّ ، (٤) وقد سبق القول في الاقتصار على أحد طرفي الكلام. وقيل : تقديره : أفمن زيّن له سوء عمله ذهبت نفسك عليه حسرات ، إنّ الله يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء ، (٥) كقولك لأخيك : أحمار عصاك ، فإنّ الله لم يجعل له عقلا ، فلا يضجر منه ، يريد بذلك أحمار عصاك ، فضجرت منه ، فلا يضجر منه ، إنّ (٦) الله لم يجعل له عقلا (٧) ، ولكنّك اكتفيت بما أبقيت دليلا على ما ألقيته.
١٠ ـ (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) : ذهب الكلبيّ : أنّ العمل الصالح رافع الكلم الطّيب. (٨) وروى الأشج عن الضّحاك موافقة للكلبيّ. (٩) وروى صالح بن محمد عنه مخالفته. (١٠) وكلا (١١) القولين محتمل ؛ لأنّ عمل اللّسان هو رافع الكلم الطّيب الذي في الصّدر ، والكلم الطّيب على لسانه هو رافع أعماله الصّالحة بالأركان ، والكلم الطّيب (١٢) الشّهادتين. والصعود إلى الله الارتفاع إلى محلّ الكرامة والقبول ، ويحتمل التقدير : إلى الله يصعد الكلم الطّيب ، والله يرفع العمل الصّالح.
(وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئاتِ) : والذين يعملون السّيئات. قال سعيد (١٣) بن جبير : هم
__________________
(١) ع : عباس.
(٢) أ : إبهاميه. ينظر : البدء والتاريخ ١ / ١٧٤ عن ابن مسعود ولم يذكر اسم الملك ، وينظر : العظمة ٢ / ٧٤٦ عن شهر بن حوشب ، وتفسير القرطبي ١ / ٣٨٨ عن كعب الأحبار ، وذكر اسم الملك بأنه : صندفاييل.
(٣) أخرجه الطبراني في الأوسط (٦٥٠٣) عن أنس بن مالك ، وقال الهيثمي في المجمع ١ / ٨٠ : تفرد به عبد الله بن المنكدر ، هو وأبوه ضعيفان.
(٤) ينظر : تأويلات أهل السنة ٤ / ١٧١.
(٥) ينظر : تأويل مشكل القرآن ١٦٩ ، ومعاني القرآن للفراء ٢ / ٣٦٧ ، والمحرر الوجيز ١٢ / ٢١٩.
(٦) ساقطة من أ.
(٧) (فلا يضجر ... له عقلا) ، ساقط من ع.
(٨) ينظر : المحرر الوجيز ١٢ / ٢٢٣ عن ابن عباس.
(٩) ينظر : تفسير ابن أبي حاتم (١٧٩٤١) ، وتفسير الماوردي ٣ / ٣٧٠.
(١٠) ينظر : تفسير الماوردي ٣ / ٣٧٠ عن الحسن ويحيى بن سلام.
(١١) أ : كذا.
(١٢) (على لسانه هو رافع أعماله الصالحة بالأركان ، والكلم الطيب) ، ساقط من ع.
(١٣) أ : سعد.